أخطاء الآباء يتوارثها الأبناء بل تعد إرثٌ ثقيل تتوارثه البنات قبل الأبناء.
كتبت/ نهاد الشيمي

أخطاء الآباء يتوارثها الأبناء بل تعد إرثٌ ثقيل تتوارثه البنات قبل الأبناء.
أخطاء الآباء يتوارثها الأبناء بل تعد إرثٌ ثقيل تتوارثه البنات قبل الأبناء.
لا يدرك بعض الآباء والأمهات أن أخطاءهم داخل البيت لا تنتهي عند حدودهم الشخصية، بل تمتد كظلّ طويل يلاحق أبناءهم طوال العمر.
هناك الزوجه المتسلطه التي تهين زوجها وتهدم صورته أمام أطفالها ويتوه الأبناء بين شخصيه الأب الضعيفه الذي لايستطع حمايه نفسه من تحكمات الزوجه.
وبالتالي لا يستطيع حمايه أطفاله وبالتالي ضياع هيبته أمام أولاده وهذه النماذج نراها موجوده في جميع المستويات الإجتماعيه بمختلف أنواعها مما يشكل أيضا خطرأ علي الصحه النفسيه للأطفال.
وأكثر المتضررين عادةً هنّ البنات؛ لأن البنت كائن حساس، تلتقط ملامح الأمان أو الألم من نظرة، ومن كلمة، ومن الطريقة التي يتعامل بها الأب مع الأم قبل أن تلتقطها من العالم الخارجي.
أبٌ يظن أن بيته لا يسمع… لكنه ينسى أن القلوب تُسجّل كل شيء تسمعه وتراه.
حين يسيء الأب معاملة الأم، يصرخ، يهين، يجرح، أو يرفع يده… وحين يخونها ويُدخِل الغدر إلى بيت يفترض أنه مأوى الأمان،
فهو في الحقيقة لا يهدم العلاقة الزوجية فقط، بل يهدم داخل إبنته صورتها أمام نفسها وصورتها عن الرجال وصورتها عن الحب والإسقرار الإسري والإحساس بالأمان المنتظر من البيت الذي تربت فيه.
البنت التي ترى أمها تُهان، تكبر وفي قلبها سؤال موجع: هل هذه هي قيمة المرأة؟
هل هذا هو الزواج الذي يوفر الأمان لأهل بيته؟
هل تستحق المرأة دائمًا الألم لتحتفظ ببيتها علي أمل التغيير للأحسن يتحقق ؟
عُقَد كثيره نفسية تُزرع في طفلة وتُزهر في إمرأة وتشكل عندها فكر وخوف من بكره الذي تتمناه لصالحها ولاتسطيع التأكد من حياتها القادمه إذا كانت مثل أمها او سيكون للقدر كلمه أخري.
تنتقل آثار أخطاء الأب إلى حياة البنت في صورة عقد نفسية يصعب التخلص منها،
وأبرزها: فقدان الثقة بالرجال
فالبنت التي تشاهد خيانة أبيها، تكبر بداخلها يقين كاذب بأن كل الرجال يخونون، وأن الوفاء مجرد وهم تعيشه الزوجه وتظل تنتظر التغيير الذي لا يأتي حتي أخر العمر وقد يدخل هذا الشعور علاقاتها المستقبلية، فيفسدها قبل أن تبدأ.
الشعور الدائم بعدم الأمان: فالأب هو أول مصدر أمان في حياة البنت، فإذا كان هو مصدر الخوف وعدم الأمان ، أصبح العالم كله مكانًا غير آمن.
فاتنشأ فتاة قلقة، مُرهقة ذهنيًا، تنتظر الخذلان وتتوقعه من قبل أن تراه.
جلد الذات وانخفاض تقدير النفس : عندما ترى أمها تُهان وتبقى صامتة، تشعر البنت أن النساء بلا قيمة، وأن عليها أن تتنازل لكي تُحَب، وأن الألام التي تعيشها والضغوط النفسيه التي لا تستطيع ان تتخطاها لها جزء طبيعي من العلاقة الزوجيه.
قد تميل بعض البنات لإختيار نفس النمط من الرجال للانتقام وقد تتحول حياتهم لكابوس مكرر قد تتوارث البنت نمط العلاقة الذي رأته؛
فتختار رجلًا يشبه أبيها دون أن تشعر، وتكرر نفس المأساة… وكأنها تعيد تمثيل طفولتها المؤلمة في صورة حياة جديدة اكثر ألمآ.
الخوف من الزواج والعلاقات: بعض البنات يتطور لديهن الأمر إلى خوف حقيقي من الإرتباط، خوف من تكرار المشاهد التي طبعت طفولتهن، أو خوف من أن يصبحن نسخة من أمهاتهن.
الأب ليس فردًا في البيت فقط بل نموذجًا يُشكّل مستقبل إنسان وأكبر خطأ يرتكبه بعض الآباء أنهم يظنون أن الخيانة مسألة “بينه وبين زوجته”، أو أن العنف مجرد “لحظة غضب”.
لكن الحقيقة أن كل كلمة جارحة، وكل خيانة، وكل إهانة… هي حجر يُلقى في قلب بنت صغيرة تكبر بجراح لا يراها أحد.
كيف يكون دور الأم في إصلاح السلوك النفسي للاطفال
وهنا الأم لها دورًا محوريًا في بناء الصحة النفسية للأطفال، فهي المصدر الأول للأمان والحنان والإحتواء. وعندما تضطرب العلاقة الزوجية أو يتصرف الأب بعنف أو إهانة أوخيانة،
وهنا تصبح الأم هي خط الدفاع الأهم للحفاظ على توازن بناتها وحمايتهن من التشوهات النفسية.
الأم لا تستطيع دائمًا تغيير سلوك الأب، لكنها تستطيع أن تُقلّل من الضرر النفسي الواقع على أطفالها، وأن تزرع في قلب إبنتها قيم الكرامة، والثقة، وتقدير الذات… وهي القيم التي تحميها لاحقًا من تكرار أخطاء الأجيال.
فالأم الواعية تستطيع رغم الألم التي تعيشه أن تُخفّف عن إبنتها آثار التوتر داخل البيت؛ فهي التي تشرح لها الأمور ببساطة وهدوء دون أن تُحمّلها فوق طاقتها، وهي التي تمنحها الحب غير المشروط الذي يعيد إليها ثقتها بنفسها.
كما أن دعم الأم وإحتضانها العاطفي يعلّم البنت أنها تستحق الإحترام ولا يجب أن تقبل بالإهانة في حياتها المستقبلية.
والسؤال هنا كيف يُصلح الأب ما أفسده؟
من الضروري إيجاد حلول حتي يصلح المجتمع ونتجنب جيل جديد كارهآ للحياه ومتمرد عليها وأجيال معقده نفسيا وناقمه علي أبائهم وأمهاتهم بسبب سوء إختيارهم مت البدايه فهناك حلول يجب إتباعها
_ أن يعتذر حين يُخطئ، فالإعتذار قوة وليس ضعفًا.
_ أن يحترم الأم أمام الأبناء مهما حدث بينهما.
_ أن يعلّم بناته أن المرأة قيمة وليست ظلًا.
_ أن يكون دائماً القدوة لأبنائه … لأن البنت تختار شريك حياتها على _صورة أبيها، والأب الصالح يصنع لها مستقبلًا صالحًا.

أخطاء الآباء يتوارثها الأبناء بل تعد إرثٌ ثقيل تتوارثه البنات قبل الأبناء.
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
