
أهم حاجة الناس ما تزعلش…تربية “إرضاء الآخرين”
أهم حاجة الناس ما تزعلش…تربية “إرضاء الآخرين”
كم مرة وجدنا أنفسنا نفعل أشياء لا نريدها، لا بدافع القناعة، بل خوفًا من أن يزعل أحد؟
هذا السلوك لا يولد صدفة، بل يُزرع مبكرًا تحت مسمى التربية.في بيوت كثيرة، لا يُربَّى الطفل على أن يكون إنسانًا له احتياجاته وحدوده، بل كائنًا وظيفته الأساسية الحفاظ على الهدوء.
رسائل متكررة تبدو عادية:
«اسمعي الكلام»،
«ما تعمليش مشاكل»،
«خليكي مؤدبة»،
«الناس تقول علينا إيه ».
مع التكرار، يتحول السلوك إلى قناعة داخلية: أن الاحتياج ضعف،وأن الرفض قلة ذوق،وأن رضا الآخرين هو طريق الأمان.
النتيجة لا تظهر في الطفولة، بل لاحقًا.
يكبر الطفل ليصبح بالغًا مرهقًا؛ ويدخل علاقات غير متوازنة، يوافق على ما لا يريده،يشعر بالذنب إذا وضع حدًا،ويتوتر من أي انزعاج بسيط لدى الآخرين.
وهنا الخلط الخطير:
يُنظر إلى هذا النمط باعتباره طيبة أو خُلُقًا عاليًا، بينما تشير الأبحاث النفسية إلى أن people-pleasing غالبًا ما يكون استجابة دفاعية مرتبطة بالقلق والخوف من الرفض، وليس تعبيرًا صحيًا عن التعاطف.
العلاقات الآمنة لا تُبنى على التضحية المستمرة، بل على الوضوح المتبادل.
والإنسان الذي لا يقول «لا» لا يكون أكثر حبًا، بل أقل حضورًا. والتحرر من هذا النمط لا يعني القسوة أو الصدام، بل إعادة ترتيب الأولويات.
أن تتعلم أن تقول «لا» دون اعتذار زائد، وأن تتحمل انزعاج الآخر دون أن تفسره كتهديد،وأن تدرك أن خيبة توقعات الناس ليست جريمة.
أحيانًا، أول مرة تختار فيها نفسك تشعر بالذنب،لكنها ليست أنانية…إنها بداية تعافٍ.

أهم حاجة الناس ما تزعلش…تربية “إرضاء الآخرين”
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
