الأهداف الشيطانية خلف الإبادة الجماعية
الأهداف الشيطانية خلف الإبادة الجماعية
بقلم الكاتبة .. حنان ممدوح الطيب
رئيس قطاع مدن القناة والبحر الاحمر
لم تشهد حرب على مدار عقود من العدوان الصهيونى فى إستهدافه لحركات المقاومة الفلسطينية بإختلاف أيدلوجياتها سياسيأ وعقائدياً مثل هذا التدمير الشامل على أهل غزة الذى بلغ حد الإبادة الجماعية لأصحاب الأرض ، فلم تكن العمليّة الفدائية التى نفذتها عناصر كتائب القسَّام الجناح العسكرى لحركة المقاومة الإسلامية حماس فى السابع من أكتوبر الماضي لهذا العام ٢٠٢٣ هى الأولى من نوعها كيفاً وكماً فقد سبقتها عشرات المئات من مثيلاتها طوال فترة الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، و دائماً ما كانت تقابلها ردود أفعال صهيونية بالقصف والتدمير، لكنها لم تكن تتجاوز كونها ردود أفعال محدودة الحجم والزمن فى تأثيرها التدميرى، ثم تتدخل القوى الدولية الفاعلة لإيقافها ثم بدء المفاوضات لإعادة الأمور إلى الهدوء وإعادة الإستقرار فى إطار حالة من اللا سلم واللا حرب .
لكنها فى هذه المره تجاوزت كل الحدود بهذا العدوان الهمجى الغاشم اللا محدود لإبادة شعب أعزل كل جريمته أنه متمسك بحقه فى الأرض، فلم نرى على مدار الصراع بين جيش العدوان الصهيونى وجماعات المقاومة الفلسطينية هذا الدعم اللانهائى الذى بلغ حد الشراكة من الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها من الدول الأوروبية الذى تجاوز المعتاد من الدعم السياسى إلى التدخل العسكرى المباشر بتحريك حاملات الطائرات والبوارج الهجومية والشراكة المخابراتية والتخطيطية والدعم على الأرض بقوات المارينز ناهيك عن الجسر الجوى لإمداد العدو الصهيونى بمعدات تدميرية هائلة وكأن العدو الصهيونى فى حالة حرب مع قوة عظمى فى حرب عالمية وليست رد فعل إنتقامى ضد مجموعات محدودة من عناصر المقاومة المشروعة فى منطقة لاتتعدى مساحة مدينة أو حتى محافظة فى أى دولة من تلك الدول المشاركة، ذلك إلى جانب الدعم المادى بما يجاوز 14 مليار دولار لتعويض الخسائر وتحسين حالة الإقتصاد الصهيونى حتى لا يتأثر المواطن الصهيونى سلباً نتيجة الحرب الغاشمة وفى المقابل فرض حصار شامل لكل مقومات العيش بل والحياة على أصحاب الأرض .
وببعضٍ من المنطق العقلى لا أرى أن كل هذه الحشود التدميرية تتوافق مع الأهداف المعلنة لحكومة الإحتلال أو لوليها وحلفاؤه ، من كونها مجرد عملية عسكرية نوعية لإجتثاث المقاومة فى غزة وتحرير الأسرى والمحتجزين المدنيين لديها، وما يؤكد تلك الرؤيه تلك التصريحات التى صرح بها الرئيس عبدالفتاح السيسي فى أكثر من مناسبة ومع أكثر من رئيس ومسئول فى أعقاب الحشد اللامنطقى لحرب غزة، من رفضه القاطع لتهجير سكان غزة إلى سيناء وتوطينهم فيها كوطن بديل، كما صرح بذات الرفض جلالة الملك عبدالله ملك الأردن ، وتلك التصريحات كشفت النقاب عن ما يدور خلف الأبواب المغلقة وطرحها للعلن ، وحسناً فعلوا لأنهم بتلك التصريحات أغلقوا الباب أمام تلاعب الإعلام الصهيونى بعواطف الشعوب للضغط على القيادة السياسية للقبول بإستضافة سكان غزة لتخفيف معاناتهم حتى نهاية الحرب وهو تهجير مغلف برداء الرحمة، مما جعل الشعوب على درجة من الوعى أدى إلى خروج تظاهرات حاشدة لتأييد القيادة السياسية بحتمية رفض التهجير مهما كانت التبعات والنتائج، ومع هذا الرفض القاطع للتهجير لجأ العدو الصهيونى إلى الإبادة لمقومات النمو السكانى بتدمير البيوت التى لا يسكنها سوى النساء والأطفال فيقضى بذلك على عنصرى التناسل والإنجاب ليحقق هدفه الذى يُعد بديلاً للتهجير، وهذا أصبح واضحاً وجلياً للشعوب مما زاد من سخطها ورفضها لتلك الأهداف الشيطانية خلف الإبادة الجماعية .
#بنت_الطيب
الأهداف الشيطانية خلف الإبادة الجماعية
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.