مقالات ووجهات نظر

التسول العاطفي حين يصبح الحب والاهتمام طلباً مذلاً

كتبت/ فاتن الصعيدي

التسول العاطفي حين يصبح الحب والاهتمام طلباً مذلاً

التسول العاطفي حين يصبح الحب والاهتمام طلباً مذلاً

يعتبر التسول العاطفي من أخطر أنواع التسول على الفرد والمجتمع فهو حالة نفسية وسلوكية يلجأ فيها الشخص إلى طلب الحب الاهتمام والتقدير من الآخرين بشكل متكرر

حتى لو كان ذلك على حساب كرامته معتمداً هذا الشخص على استدرار العطف أو إثارة الشعور بالذنب لدى الآخرين ليحصل على الاهتمام الذي يحتاجه

ويظهر هذا السلوك في العلاقات العاطفية الصداقات وحتى في بيئة العمل ويعكس غالبًا نقص الثقة بالنفس الخوف من الهجر أو الحرمان العاطفي في الطفولة

ونجد أن أشكال التسول العاطفي 

 الاستجداء المباشر: يعبّر الشخص عن احتياجه العاطفي بشكل صريح ومباشر مثل

لماذا لا تهتم بي و هل تحبني فعلًا وكذلك القول 

“لو كنت تهمّك مشاعري لما تجاهلتني” وكثيرا من هذه العبارات والأسئلة التى يكون الهف منها هو إجبار الطرف الآخر على طمأنته عاطفيًا باستمرار.

ومن صور التسول العاطفي أيضا لعب دور الضحية 

حيث يتبنى الشخص دور الضحية لكسب تعاطف الآخرين. معه ومن أمثلة ذلك قوله 

“انا دائمًا وحيد ولا أحد يهتم بي” 

 فأنت كل شيء لدي ولا أستطيع العيش بدونك ويكون الهدف من ذلك جعل الطرف الآخر يشعر بالذنب لعدم تقديم الاهتمام المطلوب 

ثالثاً على التهديد العاطفي حيث يقوم الشخص باستخدام أساليب التهديد النفسي للحصول على الاهتمام ومن أمثلة ذلك 

ولو تركتني سأدمر نفسي او أقتل نفسى وايضا إذا لم تتصل بي سأفقد أعصابي تمامًا

والهدف من هذا التصرف هو إجبار الطرف الآخر على البقاء بدافع الخوف وليس الحب

وكذلك نجد من أنواع التسول العاطفي ايضا التمسك المرضي بالطرف الآخر 

فالشخص المتسول عاطفيًا يصبح متشبثًا بشريكه أو أصدقائه بشكل زائد، ويطلب تأكيدات مستمرة مثل

أين كنت لماذا لم ترد على رسائلي فورًا وأيضا مع من كنت تتحدث؟ هل أنا لستُ كافيًا لك؟

ويكون الهدف من هذا التصرف هو الشعور بالأمان عبر التحكم في الطرف الآخر.

وأيضا اختبار الحب باستمرار 

فيسعى الشخص لاختبار مشاعر الآخرين تجاهه بطرق غير صحية، مثل لو كنت تحبني فعلًا، كنت ستفعل هذا من أجلي

 أو يقول أثبت لي أنك تهتم بي افعل كذا وكذا 

الهدف من ذلك الحصول على إثبات دائم للحب والاهتمام، مما يرهق الطرف الآخر.

وللتسول العاطفي أسباب كثيرة منها

 نقص الثقة بالنفس فالشخص لا يرى نفسه كافيًا، فيحتاج إلى إثبات خارجي بأنه محبوب ومقبول 

كذلك الخوف من الهجر فالتجارب السابقة مثل الهجر و الإهمال أو الخيانة تجعل الشخص مهووسًا بالحفاظ على اهتمام الآخرين بأي وسيلة

ومن الأسباب أيضا الحرمان العاطفي في الطفولة من نشأ في بيئة تفتقر للحب والاحتواء قد يعاني لاحقًا من التسول العاطفي لتعويض النقص القديم

كما أن الاعتماد العاطفي على الآخرين فبعض الأشخاص لا يشعرون بالسعادة أو الأمان إلا من خلال الآخرين مما يجعلهم متعلقين بشكل زائد

وايضا العلاقات غير المتوازنة عندما يكون أحد الطرفين أقل اهتمامًا قد يلجأ الآخر للتسول العاطفي للحفاظ على العلاقة

فنجد أن التسول العاطفي على العلاقات فنجد أن الطرف 

 الآخر يشعر بالضغط لكثرة الطلبات العاطفية التي تجعل الشخص الآخر يشعر بالاختناق والذنب المستمر.

كما يؤدي التسول العاطفي إلى النفور بدلًا من أن يخلق التقارب يؤدي التسول العاطفي إلى نهاية العلاقة بسبب كثرة الاستنزاف العاطفي

فهو يضعف قيمة الشخص المتسول عاطفيًا كلما طلب الشخص الحب والاهتمام بطريقة مفرطة قلّ احترام الطرف الآخر له.

ومنها أنه يخلق دورة سلبية المتسول عاطفيًا لا يشبع أبدًا مهما حصل على الاهتمام فهو سيطلب المزيد مما يجعل العلاقة غير مستقر

ولكى تتوقف عن التسول العاطفي لابد لك أولا بناء الثقة بالنفس وتذكر أنك لا تحتاج إلى إثبات خارجي لقيمتك أنت كافٍ بذاتك

وعليك ايضا ممارسة هواياتك فاعمل على تطوير نفسك واجعل سعادتك لا تعتمد على الآخرين فقط وتعلم الاكتفاء الذاتي العاطفي 

ولا تجعل الآخرين مصدر سعادتك الوحيد وابحث عن طرق أخرى للشعور بالأمان والراحة وتجنب أيضا الإفراط في الطلبات العاطفية 

واعلم أن الحب والاهتمام يُمنحان تلقائيًا لا تحتاج إلى طلبهما طوال الوقت

كما يجب عليك تقبل فكرة أن الاهتمام الطبيعي كافٍ 

وليس كل تجاهل يعني عدم الحب، فالجميع لديهم مشاغلهم الخاصة

ولكن احصل على الدعم النفسي إن لزم الأمر إذ كنت تعاني من التعلق المرضي بشخص ما فالعلاج النفسي قد يساعدك في بناء علاقات صحية.

فالتسول العاطفي قد يبدو طريقة للحصول على الحب لكنه في الحقيقة يدمر العلاقات ويجعل الشخص يبدو ضعيفًا وغير واثق بنفسه.

الحب الحقيقي لا يحتاج إلى استجداء بل ينشأ طبيعيًا بين شخصين يشعران بالأمان والثقة معًا. 

التسول العاطفي حين يصبح الحب والاهتمام طلباً مذلاً

التسول العاطفي حين يصبح الحب والاهتمام طلباً مذلاً


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading