
الحريق الذي أيقظ حي حدائق القبة
كتبت / رنيم علاء نور الدين
كان الليل هادئًا في حي حدائق القبة، إلى أن اخترق سكونه صراخٌ مفاجئ تصاعد من داخل أحد العقارات القديمة. دقائق معدودة كانت كفيلة بتحويل شقة صغيرة في الطابق الثالث إلى كتلة من اللهب، والدخان الأسود يتسلل من النوافذ كأنّه يختنق.
تجمّع السكان في الشارع، بعضهم ممسك بهاتفه يتصل بالنجدة، وآخرون يحاولون بعبثٍ إلقاء الماء من أسطح المنازل. لم يستغرق الأمر طويلًا حتى وصلت سيارات الحماية المدنية، أصوات صفاراتها تمزق الليل، لتعلن بدء معركة ضد النار.
بقيادة رجال الإطفاء، فُرض كردون أمني حول المكان، وتم إخلاء العقار بالكامل، بينما اندفع رجال الحماية بخراطيم المياه صوب النيران التي اشتعلت بغرفتين في منتصف الشقة. دقائق مرت ثقيلة، امتزج فيها لهب النار بعرق رجال الإنقاذ، حتى أعلن أحدهم: “تمت السيطرة بالكامل”.
هدأ المشهد تدريجيًا، ولم تسجّل أي إصابات أو خسائر في الأرواح، لكن الوجوه المرهقة ظلت تتابع بعيونٍ دامعة ما تبقّى من الأثاث المتفحم. تم تحرير محضر بالواقعة، وأُخطرت النيابة العامة لبدء التحقيق في الأسباب التي حوّلت ليل الحي إلى كابوس قصير.
هل كان ماسًا كهربائيًا، أم أن هناك سرًّا خلف هذا اللهيب المفاجئ؟
الحريق الذي أيقظ حي حدائق القبة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



