مقالات ووجهات نظر

ناصر الدسوقي وقراءة نقدية لرواية الحورية والقبطان لنجلاء حمزه  

الحورية والقبطان هي رواية للكاتبة السعودية / نجلاء حمزه .

ناصر الدسوقي
وقراءة نقدية لرواية
الحورية والقبطان
لنجلاء حمزه

 

الحورية والقبطان
هي رواية للكاتبة السعودية
/ نجلاء حمزه .
شد انتباهي وأثار دهشتي بعض الشيء اختيارِها لهذا العُنوان ،
فلا الحوريات على الأرض
ولا القباطِنةُ ولا لبشرٍ قَط أن يصعد للسماء حاشى لله .

لكن بمخيلةٍ وقراءةٍ أدبيةٍ أعرف أنها رواية من وحيِ الخيال ،
كحكاياتِ ألف ليلة وليلة ،
أو حكايات عُقلة الأَصبُع ،
وغيرها الكثير من تلك الحكايا التي كانت تحكيها لنا جداتُنا وأمهاتُنا قبل النومِ أو حينما يتجمع الأطفال في الدار حينها .

وها هي الحورية والقبطان ،
رواية خيالية روتها لنا نجلاء حمزه ،
تحكي فيها عن حورية بحرية
تقابَلَت بالصدفة البحتةِ وهي تجلسُ على الشاطئ ذات يومٍ مع قبطان رست سفينته على نفس الشاطئ ،
تنجذِبُ إليه وهو أيضا كذلك ،
وهنا تتأكد لنا مقولة ( الحب من أول نظرة ) .
يتعرفان على بعضهما البعض رغم صعوبة الحديث بينهما بعض الشيء نظرًا لطبيعة كلٍّ منهما ،
فحور البحر بين الأسماك والدلافين وعلى السطح الطيور لغتهم أصواتا لا كلمات ،
والقبطان من بني البشرِ لغتُه الأحرف والكلمات .

ناصر الدسوقي وقراءة نقدية لرواية الحورية والقبطان
الحورية والقبطان هي رواية للكاتبة السعودية نجلاء حمزه ناصر الدسوقي وقراءة نقدية لرواية الحورية والقبطان

لكن حاولا قدر الإمكان أن لا يُعقِّدا المفردات بينهما ليكون التواصل سهلا ،
مرة تلو الأخرى تجلس الحورية على الشاطئ تنتظر قدوم القبطان ( إدورد ) ويصلُ بالفعلِ ويجلسا يتبادلان الحديث ،
يحكي لها عن رحلاته البحرية ومغامراته مع الأمواج والمخاطر على السطح ،
وتحكي له عن عالم في الأعماق ما بين أسماكٍ وحيتانٍ وشِعابٍ وقواقعَ لم ولن يعرفه مُطلَقًا .

 

https://www.facebook.com/groups/2004366466535948/?ref=share&mibextid=NSMWBT
أخذت الكاتبة عَبْرَ فصولِ روايتها العَشْر تتلاعب بأفكارنا مُحاوِلًة اقناعَنا انه يُمكنُ أن تكون هناك علاقة حُبٍّ بين إنسِيٍّ ومخلوقةٌ لا نعرفُ أهي من الأسماك أم الجِن أم خليطٌ من هذا وذاك .

لدرجةِ أنها حينما يغيبُ عنها حبيبها إدورد تسأل عنه طيور النورس وأسماك البحر وأمواجه علَّهُم يخبروها عنه شيئًا .
اهدأ عقلي !
حتمًا هي تحكي حكايًة خُرافيًّة في محاولةٍ منها لتذكيرنا بزمن الحكايات تِلك ؟!٠
لكن كيف وقد تطورت العلاقة حتى بَلَغَت حد أنهما يخرجان عدة مرات في رحلاتٍ عبر البحر والمحيط ،
يُجهزانِ سفينتهما بما يلزم من مُؤنٍ وغيرها ما يكفي رحلاتهما ،
ليُبحِرا مرًّة ويجدا جزيرة مهجورة مليئة بالأشجار والرمال الناعمة ،
ومرة جزيرة بصخور مسنَّنة ،
ومرات يصارِعا الأمواج العاتية .

في كل مرة يغيب الحبيب إدورد لكنه يعود ،
لكن في آخر لقاءٍ بينها أخبرها أن الرحلة القادمة ستكونُ مختلفةً تمامًا عن كل رحلاتهما معًا ،
ستكونُ مليئًة بالمخاطرِ والصِّعاب ،
ولم تَعلم أنه يقصد أنها رحلة الوداعِ والإبتعاد ،
رحلة بدأت منذ سنوات مضت طِيلة ما كانا يلتقيان ،
لكنَّ بدايتها الحقيقية كانت في نهايتها بغياب القبطان دون رَجعَةٍ تاركًا قلبا مزقه الحب وأضناه البِعاد .

رواية أخذتنا لعالم الخيال ،
تلاعبت بأفكارنا أكثر بذلك الإبتعاد الغامض للقبطان عن حبيبته الحورية البحرية ،
وتركت كل قارئ للرواية يفكر ويتخيل ماذا من الممكن أن يحدث ؟!٠
هل أيقن القبطان أنه لا يمكن وجود حياة مشتركة بينهما ؟٠
هل راح ضحية لغرق سفينته وكان يشعُر بذلك ولم يُخبرها ؟٠
هل كانت مجرد إستراحة بحَّارٍ ولم يكن حُبًّا من أساسِه ؟٠

هل هل هل ؟؟؟!!!٠٠٠

عدت تساؤلات وضعتنا أمامها الكاتبة رغمًا عنا .
لكن بعد قراءتي لهذه الرواية
بعينِ وعقلِ شاعرٍ أديب .
أولًا :
أبارك للكاتبة السعودية الأستاذة/ نجلاء حمزه على الإصدار الأول لها ( الحورية والقبطان )
والله أسأل أن يكون هذا الإصدار فاتحةَ خيرٍ لها في ما هو آتٍ من إصداراتٍ تثري بها الساحة الأدبية

ثانيًا :
أشكُرُ لها اختيار موضوع خيالي كهذا ،
والذي أرى أنها لم تقصد هنا مجرد الخيال فقط وهو أمر مستحيل الحدوث ،
لكنها حتمًا تقصدُ كل علاقة كيف بدأت وكيف لها أن تنتهي ومدى تأثير ذلك على القلب البشري ومن ثم التأثير على المجتمع كافة .

لكني ومن باب الأخوة والأمانة الأدبية ؛
ألوم على الكاتبة في الآتي :ــ

 

الحوريات في الجنان في عليين لا في البحار ،
والقبطان هو قائد سفينة تجارية كانت أو سياحية ،
وليس له أن يقوم بتلك اللقاءات والرحلات معها لأنها ليست سفينة خاصة ،
لذا كان من الأفضل أن يكون عنوان الرواية
( البحار وعروس البحر ) .

 

استخدام أسلوب الحكايات التقليدية في السرد دون وجود تشويقٍ يُذكَر ،
وكأنها موضوعَ تعبير تحريري .

الصفحة العاشرة في سطرها الأخير ،
عبارة ( كانت الحورية تُناجي الأسماك )
المناجاة لله سبحانه .

 

الصفحة الثانية عشر السطر الثامن ،
عبارة ( مؤمنة بأن القدرَ سيلتقي بهما مجددا )

من المفترض أنها تكون
( مؤمنة بأن القدرَ سيجعلهما يلتقيان مجددا ) .

الصفحة الخامسة عشر السطر السابع ,
( ابتدأ الحديث منها )
أي القبطان ،
وهي من تتحدث ،
تناقضٌ يجعل القارئ يفقد التركيز .

 

لكن هي الرواية الأولى للكاتبة نجلاء حمزه ،
وكبدايةٍ أعُدُّها عملا يبشر بما هو أفضلَ مراتٍ ومراتٍ في أعمالها القادمة بإذن الله .
طالما أن هناك موهبةُ فالصناعة والبناء أمران يسيران .
لكن إن لم يكن هناك موهبةٌ من الأساس فمن المستحيل أن يصنعها صانع .
خالص تحياتي
أ / نجلاء حمزه .

الشاعر الأديب . ناصر الدسوقي

 

 

 

 

 

ناصر الدسوقي
وقراءة نقدية لرواية
الحورية والقبطان
لنجلاء حمزه


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

Nasser Eldesoky

ناصر الدسوقي شاعر فصحى وعامية صاحب ومؤسس صالون العقاد الثقافي الفائز بلقب شاعر الشرق على مستوى الوطن العربي عام ٢٠٢٠ كاتب وشاعر وعضو مجلس إدارة بجريدة المساء العربي صدر لي ست دواوين حتى الآن

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading