الدكروري يكتب عن نبي الله إبراهيم يزوج إبنه إسحاق
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن نبي الله إبراهيم يزوج إبنه إسحاق
ذكرت المصادر التاريخية أنه أمر إبراهيم خادمه الذي يسميه مفسرو التوراة إليعازار الدمشقي، أن يذهب إلى مسقط رأسه آرام نهاريم، حتى يختار عروسا من أسرته، لئلا يتزوج إسحاق بفتاة كنعانية محلية، وقد أهدى إبراهيم العروس وعائلتها مجوهرات غالية وثيابا كثيرا وموائد، وقال إبراهيم إن الفتاة إذا رفضت أن تتبعه، فإنه سيتبرأ من مسؤولية إليعازار، وقد ابتكر الخادم اختبارا كي يجد الزوجة المناسبة لإسحاق، فقد وقف إليعازار مع رجاله وعشرة جمال ومؤن عند البئر المركزي في المدينة، وصلى لله “اجعل الفتاة التي أقول لها هاتي إبريقك حتى أشرب، إذا سقتني وسقت إبلي، اجعلها الفتاة التي جعلتها لعبدك إسحاق، حتى أرى أنك أظهرت اللطف لسيدي إبراهيم” كما جاء فى سفر التكوين.
ومن عجبه، جاءت فتاة من فوره وسقته وروت عطش الإبل التي معه، وجعلت رفقة تروي الجمال حتى ارتوت كلها، فثبت كرمها ولطف طبعها واستحقاقها لأن تكون في بيت إبراهيم، فأعطاها الخادم من فوره حلقة لأنفها وسوراين ذهبيين ليديها، فهُرعت رفقة إلى أمها لتريها إياها ولما رأى لابان أخو رفقة الذهب، ذهب إلى الضيوف مباشرة حتى يستقبل الضيوف ويدخلهم إلى البيت، وروى الخادم العهد الذي جعله مع إبراهيم وكل التفاصيل التي جرت في رحلته ولقاءه رفقة، وبعد ذلك وافق لابان وأبوه بيتوئيل على أن رفقة سترجع معهم، وبعد استقبال الضيوف ليلة، حاولت الأسرة أن تستبقي رفقة معها فترة أطول، وقد أصرّ الخادم على أن تُسأل الفتاة نفسها، فوافقت وذهبت معه من فورها.
وقد أرسلتها الأسرة مع ممرضتها دبورة، وبرّكوها فقالوا “أختنا، جُعلت آلافا مؤلفة، وُجعلت ذرّيتك الوارثة لأرض الأعداء ” ودخلت رفقة ومرافقوها بيت إبراهيم، فوجدوا إسحاق من بعيد في حقول بير لاهاي روي، ويقول التلمود والمدراس إن إسحاق كان يصلي صلاة المنحة، وهي صلاة بعد الظهر، ولمّا رأت رفقة هذا الرجل الروحاني، نزلت عن جملها وسألت خادمها المرافق من هذا الرجل؟ ولمّا سمعت أنه زوجها المستقبلي، غطت وجهها بخمار تواضعا له، فأدخلها إسحاق إلى خيمة أمه الراحلة سارة، وتزوجها وأحبّها، وقيل إن المعجزات الثلاثة التي كانت في خيمة السيدة سارة ثم اختفت بموتها، ظهرت مرة أخرى مع رفقة، وهذه المعجزات هي اشتعال المصباح في الخيمة من ليلة السبت إلى ليلة السبت.
والبركة في العجين، وسحابة كانت تحوم فوق خيمتها وقيل هو رمز للحضور الإلهي وقد صارت بعض الأحداث التي قادت إلى زواج إسحاق ورفقة، جزءا رسميا من احتفال الزواج اليهودي التقليدي، وقبل أن يقف العروسان تحت الظُّلة، يشتركان في احتفال خاص، يسمى بادكين وهو التغطية، حيث يذهب العريس إلى العروس مع مرافقين له، حتى إذا رآها غطى وجهها بخمار كما غطت رفقة وجهه بخمار قبل أن تتزوج بإسحاق، ثم يتلو العريس أو أبو العروس، أو الحاخام القائم على الزفاف التبريكة نفسها التي تلتها أسرة رفقة قبل إرسالها وهى “أختنا، جُعلت آلافا مؤلفة، وُجعلت ذرّيتك الوارثة لأرض الأعداء ” وحسب التأريخ الذي اعتمده الحاخام راشي، كان إسحاق ابن سبعه وثلاثين عاما عند حادثة فداء إسحاق، والدليل على هذا أن السيدة سارة التي ولدت إسحاق عندما كان عمرها تسعين عاما، وقد ماتت بعد حادثة الفداء وكان عمرها مائه وسبعه وعشرون عاما، فلا بد أن إسحاق كان ابن سبعه وثلاثين عاما في ذلك الوقت.
الدكروري يكتب عن نبي الله إبراهيم يزوج إبنه إسحاق
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.