الفتح الاسلامي للأندلس طارق بن زياد
الفتح الاسلامي للأندلس طارق بن زياد
الفتح الاسلامي للأندلس طارق بن زياد
كتب: وائل عادل الغرباوي
طارق بن زياد قائد عسكري مسلم، قاد الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الأيبيرية خلال الفترة الممتدة بين عاميّ 711 و718م بأمر من موسى بن نصير والي أفريقية في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك. يُنسب إلى طارق بن زياد إنهاء حكم القوط الغربيين لهسبانيا. وإليه أيضًا يُنسب «جبل طارق» وهو الموضع الذي وطأه جيشه في بداية فتحه للأندلس. يُعتبرُ طارق بن زياد أحد أشهر القادة العسكريين في التاريخين الأيبيري والإسلامي على حدٍ سواء، وتُعدّ سيرته العسكريَّة من أنجح السير التاريخيَّة.
لقد اختلف المؤرخون حول أصول طارق بن زياد، فمنهم من قال أنَّه أمازيغي كابن خلكان وابن عذاري والإدريسي، ومنهم من قال أنَّه عربي كالزركلي والمقري التلمساني، وآخرون قالوا أنَّه فارسي، بينما ترجح موسوعة كامبريدج الإسلاميَّة أصوله العربية. وهذا ماذهب إليه أيضاً المؤرخ الإيطالي باولو جيوفيو.
بعد نجاح العمليَّات العسكريَّة لطارق بن زياد، تمَّ لموسى بن نصير السيطرة على كامل المغرب الأقصى، وامتد النفوذ الأموي الإسلامي إلى تلك المناطق وأصبحت من حينها جزءًا من العالم الإسلامي،
و كان فتح الأندلس من الفتوحات العظيمة في تاريخ المسلمين، والذي حدث في رمضان سنة 92 هـ/ 711م، ثم مكث المسلمون فيها ما يقارب الثمانية قرون،
وقد بدأت القصة عندما جهز موسى بن نصير جيشًا بقيادة طارق بن زياد لفتح الأندلس عبر مضيق جبل طارق، والذي سمي باسمه لاحقا، وبعد بلوغ الضفة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، وقيل ان طارق بن زياد امر بإحراق سفن جيشه كاملة كي لا يفكر جنوده في التراجع، ولكن هذا محل خلاف لدى المؤرخين، قام طارق بن زياد خطيباً في أصحابه، فحَمِدَ اللّه وأثنى عليه بما هو أهله ثم حثّ المسلمين على الجهاد ورَغَّبهم ثم قال:
أيها الناس، أين المَفَرُّ؟ البحرُ من ورائكم، والعدوُّ أمامَكم وليس لكم واللَّهِ إلا الصدقُ والصَبْرُ. واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أَضْيَعُ من الأيتام في مَأْدُبَةِ اللِّئام، وقد اسْتَقْبَلَكم عدوّكم بِجَيْشِهِ وأَسْلِحَتِهِ، وأَقْواتُه موفورةٌ ، وأنتم لا وَزَرَ لكم إلا سيوفُكم ولا أقواتَ إلا ما تَسْتَخْلِصُونَه من أيدِي عدوِّكم، وإِن امْتَدِّتْ بكم الأيامُ على افتقارِكم ولم تُنْجِزوا لكم أمراً ذهبتْ رِيحُكم، وتَعَوّضَتِ القلوبُ من رُعْبِها منكم الجَرَاءَةَ عليكم، فادفعوا عن أنفسكم خُذْلانَ هذه العاقبة من أمركم بِمُنَاجَزَةِ هذا الطاغية.
فتحقق لهم النصر، ودانت لهم الأرض بعدما تمكنوا من هزم القوط جنوب الأندلس في مرحلة أولى، ثم توغلوا إلى العمق ففتحوا إشبيلية وطليطلة، وسيطروا فيما بعد على كل ما يُعرف الآن بإسبانيا والبرتغال.
قام موسى بن نصير بتثبيت الدين الإسلامي في الأمازيغ، واعتمد سياسة معتدلة ومنفتحة تجاه البربر مما حوّل معظمهم إلى حلفاء له ، بل دخلوا في الإسلام وأصبحوا فيما بعد عمادَ سقوط الأندلس في يد المسلمين بقيادة طارق بن زياد ، وقام بمعالجة نقاط الضعف التي واجهت المسلمين هناك، فقرّر العمل على تقوية البحرية الإسلامية ، وجعل القيروان قاعدة حصينة في قلب أفريقيا، واستكمل التوسع في شمال أفريقيا وتأمين المنطقة درءاً لتمرّدٍ قد ينشأ ضد السيادة الإسلامية، وتمكن المسلمون من الاستيلاء على طنجة ذات الموقع المهم بين القارتين الأوروبية والأفريقية عام (89هـ/ 708م)، وحوّلها موسى بن نصير إلى مركز عسكري لتموين الحملات باتجاه المناطق المجاورة.
لكنّ مدينة سبتة عصت على تلك الفتوحات، حيث استطاع حاكمها الوالي البيزنطي يوليان الصمود بوجه المسلمين. لكنه فيما بعد لعبَ دوراً أساسياً في تشجيعهم ومساعدتهم على عبور المضيق إلى الأندلس. وذلك بسبب خلاف كبير بينه و بين الملك لذريق بسبب اعتداء الاخير على بنته و اغتصابها لما كانت فى بلاطه.
فقد ارسل موسى بن نصير بيُليان مع طارق لِيدُلَّهُ على عورات البلاد ولِيتحسس لهُ الأخبار. والواقع أنَّ خدمات يُليان لم تقتصر على تسهيل العُبُور إلى الأندلُس، بل أدَّى هذا الرجل دورًا بارزًا في عمليَّة الفتح، إذ كانت معلوماته القيِّمة عن أوضاع مملكة القوط والاتفاقيَّات التي عقدها مع المُعارضة القوطيَّة واليهود، السَّاخطين على حُكم لُذريق؛ كان لها أثرها الإيجابي في نجاح المُسلمين.
كانت معركة وادى لكة فى أواخر رمضان 92هـ (19 يوليو 711 م) بين قوات الدولة الأموية تحت إمرة طارق بن زياد وجيش الملك القوطى الغربى رودريغو الذى يعرف فى التاريخ الإسلامى باسم لذريق انتصر الأمويون انتصارا ساحقا أدى لسقوط دولة القوط الغربيين، وبالتالى سقوط معظم أراضى شبه الجزيرة الأيبيرية تحت سلطة الخلفاء الأمويين بعد معركة استمرت 8 أيام وسقطت عدة مدن فى يده، وبدأت الأندلس منذ غزوها طارق تاريخها الإسلامى، وأخذت فى التحول إلى الدين الإسلامى واللغة العربية، وظلت وطنا للمسلمين طيلة ثمانية قرون، حتى سقطت غرناطة آخر معاقلها فى يدى الإسبان المسيحيين سنة (897هـ- 1492م) وتم طرد جميع المسلمين واليهود أو قتلهم أو إجبارهم على اعتناق الكاثوليكية التى فرضت ديانة رسمية على الناس.
الفتح الاسلامي للأندلس طارق بن زياد
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.