"النفوذ الكاذب.. سقوط نصّاب العجوزة الذي باع الوهم لرجل أعمال"
"النفوذ الكاذب.. سقوط نصّاب العجوزة الذي باع الوهم لرجل أعمال"

كتبت : رنيم علاء نور الدين
في قلب القاهرة، وبين أزقة العجوزة الصاخبة، سقط قناع رجل اعتقد طويلاً أنه قادر على خداع الجميع. متهم نصب على رجل أعمال في مصر الجديدة، بعدما رسم لنفسه صورة “صاحب النفوذ” القادر على اختصار المسافات وفتح الأبواب المغلقة، مقابل ملايين الجنيهات لم يرَ منها الضحية سوى وعود زائفة.
القصة بدأت حين وثق الضحية في حديث المتهم، الذي أقسم مرارًا أن بيده مفاتيح لتأسيس شركات، وإنهاء الإجراءات الرسمية بخطوة واحدة، شرط أن يحصل مقدمًا على المبالغ المطلوبة. ومع مرور الوقت، تكشّف الوهم: لا شركات تأسست، ولا نفوذ وُجد، بل مجرد احتيال مُحكم ترك الضحية بلا أموال.
بلاغ عاجل وصل إلى الإدارة العامة لمكافحة جرائم الأموال العامة، فكانت التحريات كاشفة ومزلزلة: كل كلمة قالها الضحية صحيحة، والمتهم مجرد نصّاب محترف باع الوهم. لحظات سقوطه في قبضة الأمن لم تخلُ من دراما، إذ أقر بجريمته فور المواجهة، معترفًا أنه لم يكن سوى بائع وهم بارع في رسم الأحلام على جدران الهواء.
الآن، يقف النصّاب أمام جهات التحقيق، مهددًا بعقوبات رادعة قد تصل إلى السجن ثلاث سنوات طبقًا للمادة 336 من قانون العقوبات المصري، مع احتمالية تشديد العقوبة نظرًا لارتباط الجريمة بوسائل احتيالية واستغلال النفوذ الكاذب.
وهكذا، انتهت فصول اللعبة، لكن يبقى السؤال المُلِح: كم من الضحايا الآخرين ما زالوا عالقين في شِباك “باعة النفوذ” الذين يبيعون الأوهام على أنها واقع؟
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.