مقالات ووجهات نظر

 اليتيم بين النص والواقع مسؤولية مجتمع لا إحسان عابر.

كتب/ إسماعيل يسرى إسماعيل

قضية اليتيم قضية مجتمع بين الرحمة والحق ومسؤلية مجتمع لا احسان عابر. 

قضية اليتيم قضية مجتمع بين الرحمة والحق ومسؤلية مجتمع لا احسان عابر. 

قضية اليتيم قضية مجتمع بين الرحمة والحق ومسؤلية مجتمع لا احسان عابر. 

وتتبدى الحاجة إلى عمل مهنى منظم يضع اليتيم فى قلب السياسات العامة لا على هامشها. واليتيم بين النص والواقع مسؤولية مجتمع،

فاقضية اليتيم تتحرك بين نصوص قطعية تحض على الرعاية وواقع اجتماعي واقتصادي يضغط على الأطفال الأكثر هشاشة.

وبين هذا وذاك، تتبدى الحاجة إلى عمل مهني منظم يضع اليتيم في قلب السياسات العامة، لا على هامشها.

 لابد أن تعرف من هو اليتيم؟  

• اجتماعياً: الطفل الذي فقد أحد والديه أو كليهما قبل بلوغ 18 عاماً (تعريف متداول في تقارير اليونيسف).  

• فقهياً: من فقد أباه قبل البلوغ، فإذا احتلم زال عنه وصف اليتم.  

الفارق بين التعريفين مهم: لأن السياسات الاجتماعية تستهدف كل طفل فقد الرعاية الوالدية (أحد الأبوين أو كليهما)، بينما يركّز التعريف الفقهي على كفالة من فقد الأب تحديداً.

وأهم شخصية مؤثرة فى العالم كان يتيم وهو رسول الله سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وكان رحمة للعالمين ومنبع الحنان والرحم

– أرقام ودلالات  

• تشير تقديرات اليونيسف (أحدث ما نُشر) إلى أن عشرات الملايين من الأطفال حول العالم يعيشون دون أحد الوالدين أو كليهما، مع تفاوت حاد بين المناطق.  

• قدّرت دراسات مشتركة لمنظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض (CDC) أن جائحة كوفيد-19 خلّفت ملايين الأطفال ممن فقدوا واحداً من الوالدين أو مقدّم رعاية أساسي.  

• في بلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، يرتبط اليتم غالباً بفقر متعدد الأبعاد: انقطاع تعليمي، هشاشة صحية، مخاطر عمالة الأطفال، وزواج مبكر للفتيات.

هذه الأرقام ليست لإثارة التعاطف العابر؛ بل لتأكيد أن الملف يحتاج سياسات عامة ممولة ومستدامة، تتقدمها الحماية الاجتماعية والرعاية الأسرية البديلة.

– الوجه الإنساني: ما وراء الفقد  

يعاني كثير من اليتامى من صدمات نفسية، شعور بالدونية والوصم الاجتماعي، وانقطاع شبكات الدعم.

معالجة هذه الآثار لا تقل أهمية عن المأكل والملبس؛ الدعم النفسي، بيئة أسرية مستقرة، ومعلم/مرشد يراقب التعلّم والسلوك، كلها عناصر فارقة في مسار الطفل.

– بين النص الشرعي والسياسة العامة  

نصوص القرآن والسنة رفعت سقف المسؤولية تجاه اليتيم:  

> فأما اليتيم فلا تقهر (الضحى: 9)  

> أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا — وأشار بالسبابة والوسطى (صحيح البخاري)  

لكن تحويل المقاصد إلى سياسات يستلزم ثلاثة مسارات عملية:

1) الإيواء الأسري: أولوية للرعاية الأسرية البديلة (الكفالة/الأسرة الحاضنة) بدل المؤسسات الكبيرة؛ فالدلائل البحثية تؤكد أن الطفل ينمو أفضل داخل أسرة.  

2) بيئة تربوية آمنة: متابعة تعليمية وصحية ونفسية منظمة، وتدريب مقدمي الرعاية.  

3) تمكين مالي: تحويلات نقدية منتظمة، تأمين صحي، وإعفاءات تعليمية، بحيث لا تتحول الكفالة إلى عطاء موسمي متذبذب.

– الكفالة لا التبني: إطار قانوني وثقافي  

في بلدان إسلامية كثيرة، يُعمل بنظام الكفالة (الضم إلى أسرة راعية دون تغيير النسب) بدلاً من التبني بمعناه القانوني الغربي. ما ينجح في هذا الإطار:  

• آليات فرز وفحص للأسر الحاضنة، وتدريب قبل وأثناء الكفالة.  

• إشراف قضائي/اجتماعي دوري يحمي مصلحة الطفل أولاً.  

• حفظ أموال اليتيم واستثمارها بشفافية حتى الرشد، مع محاسبة أي تجاوز.

– لابد ان تسأل أين تتعثر المنظومة؟  

• مؤسسات إيواء كثيفة الأعداد وضعيفة الكادر المتخصص.  

• تبرعات فردية بلا تنظيم أو تتبّع لأثرها.  

• خروج مفاجئ للشباب اليتامى من الرعاية عند 18 عاماً دون جسور للاندماج (سكن انتقالي، فرص عمل، إرشاد مهني).  

حلول عملية: برامج “الاستقلال المدعوم”، شراكات مع القطاع الخاص لتوظيف الخريجين من الرعاية، وصناديق منَح صغيرة لمشاريع الشباب.

– نماذج ما ينجح عادة  

• التحويلات النقدية المشروطة بالتعليم والصحة.  

• الرعاية البديلة العائلية مع متابعة مهنية.  

• دعم نفسي-اجتماعي منظّم داخل المدارس والمساجد والمراكز المجتمعية.  

• منصات تبرع موثوقة تتيح كفالة شفافة مع تقارير دورية.

– كيف تساهم بأمان وفعالية؟  

1) اختر جهة مرخصة: تحقّق من الترخيص والحسابات الختامية والتقارير.  

2) استقطاع شهري ثابت: الاستدامة أهم من الهبّات الموسمية.  

3) وجّه العطاء حيث الأثر: تعليم، رعاية صحية، دعم نفسي، إسكان انتقالي للشباب.  

4) تبرع بالوقت والخبرة: دروس تقوية، تدريب مهني، إرشاد وظيفي.  

5) راقب واحترم الخصوصية: لا صور ولا أسماء تكشف هوية الطفل؛ الكرامة قبل كل شيء.

– صندوق نصوص محفِّزة 

• وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة… (الكهف: 82) — حفظ الله حق اليتيم ببركة صلاح الأب.  

• ويسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللوالدين والأقربين واليتامى… (البقرة: 215).وَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ}: (الضحى: 9) 

{وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا}: (النساء: 2) 

{لَيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ… وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ…}: (البقرة: 177) 

{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ…}: (البقرة: 83)

وهناك أسئلة ينبغي أن تجيب عنها أي جهة كفالة  

• ما آلية اختيار الأسر الحاضنة؟  

• كيف تُصان أموال اليتيم وتوثَّق؟  

• ما مؤشرات الأثر: نسب المواظبة المدرسية، الصحة، الاستقرار النفسي؟  

• ماذا يحدث عند بلوغ 18 عاماً؟ هل هناك مسار استقلال مدعوم؟ 

قضية اليتيم ليست ملفاً وعظياً فحسب، ولا بنداً خيرياً موسميّاً. إنها اختبار نضج للمجتمع والدولة معاً: هل نعرف كيف نحوّل الرحمة إلى مؤسسات، والتعاطف إلى سياسات، والصدقات إلى فرص تعليم وحياة كريمة؟

وحين ننجح في ذلك، نكون قد اقتربنا خطوة من مجتمع متماسك يعيد بناء الأمل في عيون أطفال أكثر هشاشة وبناء مجتمع قوى يسوده الأمن والأمان والرحمة والحياة الكريمة.

 

قضية اليتيم قضية مجتمع بين الرحمة والحق ومسؤلية مجتمع لا احسان عابر. 

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading