
جريمة على ضفة الترعة.. نهاية مأساوية لراعٍ بسيط
كتبت / رنيم علاء نور الدين
في قريةٍ هادئة تتناثر حولها الحقول على أطراف المحلة الكبرى، لم يكن أحد يتخيّل أن خلافًا بسيطًا على رعي الأغنام سيتحوّل إلى جريمة تهز القلوب.
كانت البداية حين تغيّب شاب يعمل راعيًا للأغنام عن منزله، لتبدأ والدته رحلة البحث المرهقة، بين الطرقات والترع، تسأل كل من يعرفه: “ما شفتوش؟ خرج بدراجته الصبح ولسه مرجعش.”
بلاغها وصل إلى مدير أمن الغربية اللواء أسامة نصر، لتتحرك الأجهزة الأمنية سريعًا بتشكيل فريق بحث برئاسة اللواء محمد عاصم، مدير المباحث الجنائية، والمقدم محمد عمارة، رئيس مباحث مركز المحلة الكبرى.
بدأ الفريق بتتبع خط سير المجني عليه من خلال كاميرات المراقبة، خطوة بخطوة، حتى كشفت الصورة عن مفاجأة لم تكن في الحسبان.
تحريات المباحث أكدت أن وراء الواقعة اثنين من جيران المجني عليه، كان بينهم خلاف قديم على حدود المراعي. في تلك الليلة المشؤومة.
انتظراه في طريق عودته من عمله، استدرجاه إلى منطقة نائية بحجة “كلمة سريعة”، وهناك سقطت الكلمة الأخيرة من حياته. استخدما أداة حادة «شقرف» وانهالا عليه ضربًا حتى لفظ أنفاسه الأخيرة وسط ظلامٍ لا يسمع سوى صوت الريح والماء القريب.
ولم يكتفيا بذلك، بل كبّلاه ووضعاه داخل جوال، في مشهدٍ يفتقد كل رحمة، قبل أن يُلقيا به داخل ترعة الكراكات التابعة لمركز بيلا بمحافظة كفر الشيخ، محاولين محو آثار جريمتهما تحت جنح الليل.
لكن الحقيقة لا تختفي طويلًا. جهود البحث المكثفة كشفت مكان الجثة، وبتقنين الإجراءات تم القبض على المتهمين، اللذين اعترفا بكل شيء، وأرشدا عن الأداة المستخدمة في الجريمة.
وبناءً على قرار جهات التحقيق بالمحلة الكبرى، جرى حبس المتهمين أربعة أيام على ذمة التحقيقات، تمهيدًا لاستكمال استجوابهما والكشف عن تفاصيل أكثر.
وفي حين يخيّم الحزن على القرية، تقف أمٌّ مكلومة أمام باب بيتها، تتساءل في وجع لا يُحتمل:
هل يُمكن للخلاف على رعي الأغنام أن يبرّر قتل إنسان؟
جريمة على ضفة الترعة.. نهاية مأساوية لراعٍ بسيط
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.




