
حريق فرن فطير في أسوان… دقائق من الرعب تحت عمارة سكنية
كتبت / رنيم علاء نور الدين
لم يكن صباح الإثنين عاديًا في مدينة أسوان، فوسط هدوء منطقة السيل، تصاعدت سحب الدخان الكثيف من أسفل عمارة سكنية مكونة من أربعة طوابق. في لحظات قليلة، تحولت رائحة الخبز والفطير الساخن إلى رائحة رماد واحتراق، بعدما شبّ حريق فرن فطير في أسوان بشكل مفاجئ، ليحوّل المكان إلى كتلة من اللهب.
تلقى رجال الحماية المدنية في أسوان بلاغًا عاجلًا يفيد باندلاع حريق هائل داخل فرن لإنتاج وبيع الفطائر بجوار كلية الدراسات الإسلامية على طريق السيل – كيما. لم يكد البلاغ يُدوّن حتى انطلقت سيارات الإطفاء والإسعاف نحو الموقع، تصاحبها حالة من الذعر بين السكان الذين هرعوا إلى الشرفات، بينما سادت حالة فوضى في الشارع بعد أن سمع الجميع أصوات الانفجارات الأولى.
المشهد كان أشبه بفيلم سينمائي… ألسنة اللهب ترتفع إلى الأعلى، تصطدم بجدران البناية، وتلتهم واجهات المحلات المجاورة واحدًا تلو الآخر. انفجرت أسطوانات البوتاجاز داخل المخبز، لتتحول النيران إلى وحش لا يمكن السيطرة عليه، وتمتد لتلتهم جزءًا من شقة سكنية تقع فوق المخبز مباشرة.
رجال الإطفاء بذلوا مجهودًا خارقًا في السيطرة على الحريق الذي استمر لساعات، وشاركت في العملية سيارات إطفاء تابعة لشركة كيما للمساهمة في عمليات التبريد، خوفًا من تجدد الاشتعال. وبعد صراع طويل مع النيران، تمكنت القوات من إخماد الحريق بالكامل دون وقوع إصابات بشرية، لكن الخسائر المادية كانت فادحة، إذ أتت النيران على محتويات الفرن بالكامل وألحقت أضرارًا كبيرة بالمحال المجاورة.
ورجّحت المعاينة المبدئية أن يكون سبب حريق فرن فطير في أسوان تسريبًا من إحدى أسطوانات الغاز، ما أدى إلى اشتعال مفاجئ لم يتمكن العاملون من السيطرة عليه في الوقت المناسب. وتم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لتباشر التحقيقات في ملابسات الحادث.
وفي الوقت الذي أعادت فيه قوات الحماية المدنية الهدوء إلى المكان، ظل السؤال معلقًا بين السكان: كم من الأرواح كان يمكن أن تضيع لو لم تصل النيران إلى الشقق العليا؟
حريق فرن فطير في أسوان… دقائق من الرعب تحت عمارة سكنية
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.


