
الهدف… وقود العقل وروح الإنجاز
في لحظة صفاء، حين يهمس لك داخلك بسؤال بسيط: “ما الذي أريده حقًا؟”، يبدأ الكون في الترتيب لك، ولكن بشرط واحد: أن تكون صادقًا مع نفسك، وأن تمتلك “هدفًا”.
الهدف ليس مجرد فكرة نخطّها في مفكرة أو نرددها أمام الآخرين، بل هو نبض داخلي، وقوة دافعة تُشعل فيك الرغبة في النهوض كل صباح، وتدفعك لتجاوز التعب والتأجيل والظروف. إنه طاقة ذهنية خفية، لا تُرى بالعين، ولكنها تظهر في قراراتك، في إصرارك، وفي الطريقة التي تنظر بها إلى الحياة.
حين تملك هدفًا واضحًا، يتغير كل شيء: تتنظم أفكارك، ويُعاد ترتيب أولوياتك، وتصبح أكثر وعيًا بما يُفيدك ويُقرّبك من طموحك. تتعلم أن تقول “لا” لما يُشتّتك، و”نعم” لما يُشعل شرارتك من جديد.
العزيمة ليست صفة تولد بها، بل هي وليدة الأهداف الحقيقية. عندما تشعر بأن ما تسعى إليه يستحق، تولد فيك عزيمة لا تُقهر، ويستيقظ فيك مقاتل يعرف كيف يصبر، وكيف يعيد المحاولة مرةً بعد مرة.
الذين لا أهداف لهم غالبًا ما تذوي طاقاتهم في تفاصيل الحياة اليومية، أما من يحمل في صدره هدفًا، فإنه يحوّل كل موقف، وكل عثرة، إلى خطوة نحو ما يريد. العقل البشري، بطبيعته، لا يحب الفراغ؛ فإن لم تملأه أنت بهدف، امتلأ بالضياع والتشويش.
اسأل نفسك اليوم: ما الذي أريد أن أحققه خلال هذا الشهر؟ هذا العام؟ في حياتي كلها؟
وإن وجدت الجواب، تمسّك به كما يتمسّك الغريق بقشة، وامضِ نحوه مهما كان الطريق وعرًا.
فالحياة تُشبه بحرًا واسعًا، لا يصل فيه أحد إلى الشاطئ بلا بوصلة. والهدف… هو تلك البوصلة.
الهدف… وقود العقل وروح الإنجاز
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.