
عزيمة لا تكسر:
أركان القيسي
حاول أن ينتج ويأكل من عرق جبينه قبل أن يشتد ساعده، نيران الغيرة تشتعل في داخله، وهو ما زال في عمر ١٣عامًا….
فقد هجر والده العائلة وأمه مقعدة وله ثلاثة إخوة صغار….
مروا بظروف معاشية صعبة جدا، قرر أن يترك المدرسة
وراح يعمل في علوة الخضار حمالا، لا تدري حجم الفرحة التي يدخلها في قلب إخوته الصغار حينما يرجع حاملا أكياس التسوق
أمه تتعذب من فوق كرسيها لا تملك سوى الدعاء له بالتوفيق…..
تعب لسنوات طويلة في العمل بين علوة الخضار والحراسة الليلية في الأسواق
كان كل همه أن يستمر إخوته في الدراسة.
غلقت كل أبواب الراحة بوجهه، صلة الرحم التي كان يركض وراءها قطعها أقاربه جميعا
الشخص الوحيد الوفي الذي كان يساندهم جارهم أبو إسماعيل ويشجعه في كل وقت وحين….خطفته السنوات على عجل، ليقف على أعتاب العقد الثالث وهو لم يشعر بها كيف مرت؟!
وفي ليلة وضحاها أقام حفلة كبيرة، كانت بمناسبة تخرج إخوته في الجامعة
تغيرت أحوالهم كثيرا وقد وفقه الله تعالى. فأصبح صاحب أحد المكاتب في علوة الخضار ويعد من أغنياء المنطقة، وفي يوم من الأيام كان يتفرج على التلفاز وهو يشاهد برنامج (أهل الرحمة)
إذ يشاهد والده في دار العجزة يلتقي به مقدم البرنامج
يقول ويعترف أولادي من زوجتي الثانية رموني في الشارع بعدما سلبوا مني كل شيء!!!
https://www.facebook.com/groups/2004366466535948/?ref=share&mibextid=NSMWBT
وأنا استحق العقوبة، فقد أجرمت بحق زوجتي الأولى وأطفالها سابقا، فعجل الله لي العقوبة في الدنيا قبل الآخرة….
وبعدها دخل أخوه الأصغر عليه وهو يمسح الدمع من وجنتي أخيه، ما الأمر يا أخي؟! ماذا دهاك؟
وبحشرجة في الصدر خبره بما رأى وسمع!!! يهدئ من روعه لا تبالي يا أخي فهذه الدنيا لا أمان بها….
وفي صباح اليوم التالي ذهبا إلى دار العجزة لكي يلتقيا به ويعودا معه إلى المنزل ويلموا شمل العائلة من جديد وهي شاخت…
فاجأهم مدير الدار بخبر صادم، ما الأمر يا أستاذ؟! تكلم لا تبالي فنحن نملك قلوبا ملئت وجعا وألما….
حسنا،والدكم بعد منتصف الليل أقدم على الانتحار بظروف غامضة!!! والآن جثته في ثلاجة الموتى في المستشفى العام..
أركان القيسي جمهورية العراق
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.