
رحلة الموت على طريق القاهرة
كتبت / رنيم علاء نور الدين
كان صباحًا عاديًا على طريق القاهرة-أسيوط الصحراوي الغربي بعد مدينة الفيوم الجديدة،
حيث تستمر السيارات في رحلتها بين المدن، والميكروباصات تحمل أناسًا يذهبون للعمل والمدارس والبيوت، كل منهم يحمل قصته الخاصة.
لم يكن أحد يتوقع أن ذلك الصباح سيصبح مأساويًا، وأن رحلة عابرة ستتحول إلى صراع على البقاء.
كان الميكروباص يسير بسرعة طبيعية، يحمل بداخله أرواحًا تبحث عن وجهتها اليومية.
حتى لحظة اختلال عجلة القيادة. لم يكن هناك إنذار، ولا وقت للاستعداد.
انقلبت السيارة بعنف على الطريق، صدى التصادم امتد بين الرمال والأسفلت، وتحول الهواء إلى فوضى من الصرخات والدماء.
على الفور، تلقت شرطة النجدة بمحافظة الفيوم البلاغ،
وتحركت سيارات الإسعاف مع رجال الشرطة، متسابقين مع الزمن لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. عند وصولهم، كان المشهد صادمًا: جثتان على الأرض،
و11 شخصًا آخرين يتألمون من إصابات متفاوتة بين كدمات وجروح قطعية، وبعضهم فاقد للوعي، بينما تتطاير حطام السيارة على الأسفلت. تم نقل الجثتين والمصابين إلى مستشفى الفيوم العام، حيث بدأ الأطباء في تقديم العلاج، بينما كانت العيون غير القادرة على تصديق حجم المأساة.
حررت الأجهزة الأمنية محضر الواقعة، وبدأت النيابة التحقيق لتحديد أسباب الحادث، وهل كان نتيجة خطأ من السائق أم من ظروف الطريق الصحراوي المليء بالتحديات، أم مزيج من الاثنين.
هذه الحادثة ليست مجرد أرقام وإحصاءات، بل قصص أرواح توقفت، وأخرى ما زالت تحاول التعافي، لحظات من الرعب لم ينسها الشهود، وصرخات بقيت تتردد في أذهان كل من شهد الحادث.
ويبقى السؤال: هل كان بالإمكان تفادي هذه المأساة لو توفرت إجراءات أمان أفضل للطريق وللسائقين؟
رحلة الموت على طريق القاهرة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.



