المرأة والطفلمقالات ووجهات نظر

ضغوط الحياة اليومية.. كيف نحمي أسرتنا من الانهيار النفسي؟ (الجزء الأول)

ضغوط الحياة اليومية.. كيف نحمي أسرتنا من الانهيار النفسي؟ (الجزء الأول)ضغوط الحياة اليومية.. كيف نحمي أسرتنا من الانهيار النفسي؟ (الجزء الأول)

✍️ بقلم د. سماح مصطفى

سلسلة مرسى أمان المقال الثالث

ضغوط الحياة اليومية.. كيف نحمي أسرتنا من الانهيار النفسي؟  (الجزء الأول)

🌿 مرسى أمان.. لقلوب تبحث عن الطمأنينة

١- ثِقَل المسئوليات لا يرحم

الحياة اليومية مليئة بما يكفي من الأعباء التي تُنهك القلب قبل الجسد. الزوج يخرج منذ الصباح الباكر مثقلًا بمطالب العمل، وضغوط المعيشة، وأفكار لا تهدأ عن الغد المجهول. والزوجة، من جانبها، تدير تفاصيل البيت كأنها تخوض معركة صامتة كل يوم: تربية، تعليم، طبخ، متابعة، ومجهود لا يراه أحد أحيانًا.

هذا الثِقَل المستمر يجعل الطرفين يعيشان في حالة توتر دائم، وكأنهما على وشك الانهيار، بينما الحقيقة أنهما بحاجة فقط إلى أن يتذكرا أن العبء أخفّ إذا حُمِل معًا.

٢- حين يتحول الصمت إلى جدار

من أصعب المشاهد في البيوت حين يحلّ الصمت الثقيل بدلًا من الكلام. يعود الزوج متعبًا فلا يجد في نفسه طاقة للحديث، فتفسر الزوجة هذا الصمت على أنه تجاهل أو جفاء. يبدأ جدار غير مرئي في الارتفاع بينهما؛ جدار من الغموض وسوء الفهم.

وقد يظن الزوج أنه يتجنب المشاكل بعدم الكلام، لكن الزوجة تسمع في هذا الصمت رسائل أخرى: “أنتِ غير مهمة”، “مشاعرك لا تُهم”، “وجودك لا يُلطف يومي”. وهنا ينهار الكثير من الدفء دون أن يُقال حرف واحد.

٣- العتاب المتكرر.. حب يختبئ خلف الألم

المرأة حين تُعاتب، غالبًا لا تريد إلا أن تُطمئن قلبها: “هل ما زلت تحبني؟”، “هل ما زلت تراني؟”. لكن كثرة العتاب – إذا خرج عن حدود المودة – تتحول إلى سيف يُنهك الزوج. يسمع كلماتها لا كرجاء، بل كاتهام، فيزداد ابتعاده.

وهكذا، يضيع جوهر الرسالة: أن وراء كلماتها ألمًا، ووراء ألمها حبًا كبيرًا، لكنها لا تعرف كيف تعبّر عنه إلا باللوم.

٤- مشاعر تتسلل بلا استئذان

الخطورة ليست في يوم صعب أو نقاش حاد، بل في تراكم ما لا يُقال. لحظات الخذلان الصغيرة، كلمة قاسية في وقت تعب، أو غياب كلمة حانية في لحظة احتياج… كل ذلك يتسلل بلا استئذان ويبقى ساكنًا في القلوب.

مع الوقت، يتحول هذا التراكم إلى شعور ثقيل:

الزوجة تشعر أنها وحيدة في معركتها اليومية.

الزوج يشعر أنه غير مُقدَّر مهما فعل.

ومع استمرار هذه المشاعر، تبدأ المسافة بين القلوب تكبر بصمت.

٥- متى يفقد البيت دفئه؟

البيت لا ينهار فجأة، بل يفقد دفئه شيئًا فشيئًا. يبدأ الأمر بتنازل عن جلسة قصيرة للحديث، أو إهمال كلمة “تسلم إيدك” على مائدة الطعام، أو تجاهل ابتسامة بسيطة عند العودة للمنزل. ثم تتكرر هذه التفاصيل الصغيرة حتى يصبح البيت مكانًا صامتًا، يفتقد الضحكة، ويفقد الإحساس بالأمان.

وحينها يشعر كل طرف أنه يعيش مع شريك جسده حاضر، لكن قلبه غائب.

❓ فهل هناك طريق يعيد الدفء إلى البيوت من جديد، ويمنع ضغوط الحياة من أن تسرق منا أجمل ما نملك؟

✨ انتظروا في الجزء الثاني من المقال… خطوات عملية ولمسات بسيطة، لكنها قادرة أن تُحيي القلوب وتُعيد للأسرة طمأنينتها المفقودة.

 ⚓ مرسى أمان… لقلوب تبحث عن الطمأنينة

ضغوط الحياة اليومية.. كيف نحمي أسرتنا من الانهيار النفسي؟ (الجزء الأول)

✍️ بقلم: د. سماح مصطفى


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

أحمد حمدي

نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading