مقالات ووجهات نظر

فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي “المختار” لقدر الوطن

احمد المطعني 

فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي “المختار” لقدر الوطن

 

لم يبرز اسم الرئيس عبد الفتاح السيسي في المشهد العام على نطاق واسع إلا في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، حيث بدأ دوره يتكثف و يتبلور تدريجيًا في المشهد السياسي المصري.

أبرز محطات ظهوره العلني بما يلي:

 * عضوية المجلس العسكري (2011): ظهر اسمه رسميًا كأحد أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة (SCAF) الذي تولى إدارة شؤون البلاد بعد تنحي الرئيس حسني مبارك، وكان حينها يشغل منصب مدير إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع.

 * وزير الدفاع والقائد العام (2012): في 12 أغسطس 2012، صدر قرار بترقيته وتعيينه وزيرًا للدفاع وقائدًا عامًا للقوات المسلحة، ليُمثل هذا التاريخ بداية ظهوره في منصب سياسي وعسكري رفيع.

 * بيان 3 يوليو (2013): ظهر السيسي بصفته وزيرًا للدفاع ليُعلن “خارطة الطريق” التي تضمنت عزل الرئيس محمد مرسي، وهو الظهور الأبرز الذي جعله الشخصية الأقوى في المشهد.

 * رئيسًا للجمهورية (2014): استقال من منصبه العسكري ليخوض الانتخابات الرئاسية، ويتولى المنصب رسميًا في 8 يونيو 2014.

من هنا انطلقت تسمية “المختار”، دلالة على الإرادة التي اختارته في توقيت حاسم ليضطلع بمسؤولية الحفاظ على الوطن من تحديات داخلية وخارجية لم يكن لأحد أن يتوقعها، وقد صدق هذا الاختيار.

الدور الإقليمي المحوري: مصر وملف قطاع غزة

برز دور الرئيس عبد الفتاح السيسي ومصر في ملف قطاع غزة كـ “فاعل إقليمي رئيسي لا غنى عنه”، لا سيما في ظل التوترات والأزمات الكبرى، وعلى رأسها الحرب التي اندلعت في أكتوبر 2023. يمكن تلخيص دور الرئيس السيسي تجاه قطاع غزة في المحاور التالية:

 * الوساطة وجهود وقف إطلاق النار

   * لعبت مصر، بتوجيه من الرئيس السيسي، دوراً محورياً في جهود الوساطة بين الأطراف المتنازعة (إسرائيل وحركة حماس)، بالتنسيق مع القوى الدولية والإقليمية.

   * نجحت هذه الجهود في فترات مختلفة في التوصل إلى اتفاقيات هدنة مؤقتة لتبادل الأسرى والمحتجزين.

 * الموقف السياسي ورفض التهجير:

   * الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين: أكد الرئيس السيسي مراراً وتكراراً على الرفض التام والمطلق لأي محاولة لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى سيناء المصرية، مُشدداً على أنه تهديد مباشر للأمن القومي المصري وتصفية للقضية الفلسطينية.

   * الحل العادل: شدد على أن الحل الوحيد والدائم هو إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

   * قمة القاهرة للسلام: استضافت مصر قمة دولية للتأكيد على ضرورة وقف الحرب وحل الدولتين.

 * المساعدات الإنسانية والإغاثة:

   * الممر الإنساني: لعب معبر رفح المصري دوراً حيوياً كـ “شريان حياة” رئيسي، حيث أشرفت مصر على إدخال الغالبية العظمى من المساعدات الإنسانية والوقود.

   * دعم متواصل: استقبلت المستشفيات المصرية أعداداً من الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج.

 * إعادة الإعمار: أعلن الرئيس السيسي عن اعتزام مصر استضافة مؤتمر دولي لإعادة إعمار قطاع غزة بعد انتهاء الحرب.

رؤية التعمير والبناء: الأساس المتين

في خضم هذه التحديات الإقليمية والعالمية المعقدة، كان لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رؤية مختلفة، مفادها أن الأساس الأهم هو تعمير وبناء البنية التحتية كدرع لحماية استقرار مصر ومستقبلها. يرتكز هذا المسار على عدة محاور متكاملة:

 * الاستقرار السياسي والأمني:

   * وحدة الصف الداخلي: الحفاظ على التماسك المجتمعي في مواجهة أي تحديات.

   * الأمن القومي: اليقظة التامة وتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

 * التنمية الاقتصادية المستدامة:

   * تطوير البنية التحتية: استكمال المشاريع القومية الكبرى في الطرق والطاقة والمدن الجديدة (كالعاصمة الإدارية) لزيادة الطاقة الإنتاجية.

   * توطين الصناعة والاعتماد على الذات: التركيز على زيادة الإنتاج المحلي (خاصة في قطاعات الغذاء والطاقة والدواء) لتقليل فاتورة الاستيراد.

   * جذب الاستثمار الخاص: توفير بيئة تشريعية مبسطة لتمكين القطاع الخاص من قيادة قاطرة النمو.

فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي "المختار" لقدر الوطن

 * بناء الإنسان المصري:

   * التعليم والبحث العلمي: الاستثمار في تطوير المناهج لإعداد جيل قادر على المنافسة عالمياً.

   * الرعاية الصحية: تحسين جودة الخدمات وتوسيع تطبيق التأمين الصحي الشامل.

 * سياسة خارجية متوازنة: الحفاظ على علاقات متوازنة مع القوى الكبرى، وتفعيل دور مصر كوسيط ومُحقق للاستقرار في القضايا الإقليمية (فلسطين، السودان، ليبيا).

الإصلاح الإداري وتطوير الوزارات

يركز الرئيس عبد الفتاح السيسي في تطوير الوزارات المصرية على بناء جهاز إداري حديث يتسم بالكفاءة والتحول الرقمي، بالإضافة إلى الإشراف المباشر على مشاريع قومية ضخمة:

 * الإصلاح الهيكلي والتحول الرقمي:

   * الانتقال إلى العاصمة الإدارية الجديدة: وهو أكبر مشروع لتطوير الجهاز الإداري، يهدف إلى تطبيق منظومة حكومية رقمية بالكامل (حكومة لا ورقية)، وتحسين بيئة العمل وتقليل البيروقراطية.

   * التدريب وتنمية الكوادر: التركيز على تدريب الموظفين الحكوميين على المهارات الرقمية والقيادية استعدادًا للانتقال إلى “الجمهورية الجديدة”.

 * أبرز مجالات التطوير والإنجازات:

   * وزارة الزراعة: إطلاق مشاريع استصلاح أراضٍ ضخمة (مثل الدلتا الجديدة)، وتحقيق الاكتفاء الذاتي في سلع معينة.

   * وزارة النقل: تنفيذ شبكة طرق وكباري قومية ضخمة، وتطوير شامل لمرفق السكك الحديدية والموانئ.

   * وزارة الإسكان: مشروعات الإسكان الاجتماعي، والقضاء على العشوائيات، وإنشاء مدن الجيل الرابع الجديدة (كالعلمين الجديدة).

   * وزارة الكهرباء: إضافة قدرات توليدية ضخمة وإنشاء محطات عملاقة لإنهاء أزمة الانقطاع.

   * وزارة الصحة: إطلاق مبادرات رئاسية شاملة (مثل “100 مليون صحة”) وتطوير المستشفيات.

الشباب والتعليم: استثمار الوطن الحقيقي

إن تطوير التربية والتعليم هما الحجر الأساس الذي يضمن نجاح دور الشباب، ويُعدان المحرك الرئيسي لتعمير مصر في ظل التحديات الراهنة.

أ. دور الشباب في التنمية (القوة الدافعة):

 * الابتكار وريادة الأعمال: تأسيس المشاريع الصغيرة والشركات الناشئة التي تعتمد على التكنولوجيا لخلق فرص عمل جديدة.

 * اكتساب المهارات الحديثة: الاستجابة لمتطلبات سوق العمل من خلال تعلم المهارات الرقمية والتقنية (الذكاء الاصطناعي والبرمجة).

 * المشاركة السياسية والمجتمعية: الانخراط في الحياة المدنية والعمل التطوعي لتعزيز الانتماء والوحدة.

ب. التطوير المحوري للتربية والتعليم:

في ظل الأحداث العالمية، يصبح دور التربية والتعليم حاسماً في إعداد “المواطن الصامد والمنتج” عبر:

 

 * الجانب القيمي والوطني (التربية):

   * غرس حب الوطن والاعتزاز بالهوية، وتدريب الطلاب على التفكير النقدي وتحليل الأحداث بعمق.

   * مكافحة الأفكار المتطرفة وبناء منظومة قيمية صلبة تحصن الشباب ضد الشائعات.

 * الجانب المعرفي والمهني (التعليم):

   * التعليم من أجل سوق العمل: التركيز على المهارات المطلوبة في المستقبل وربط التعليم بالإنتاج.

   * التحول الرقمي للتعليم: استخدام التكنولوجيا الحديثة لضمان استمرارية العملية التعليمية وتوسيع قاعدة الوصول للمحتوى عالي الجودة.

رسالة شكر وامتنان

إلى “المختار” فخامة الرئيس / عبد الفتاح السيسي،

تحية إعزاز وتقدير،

في ظل الظروف الإقليمية والعالمية الدقيقة التي تمر بها المنطقة بأسرها، وفي خضم التحديات الجسام التي تفرضها الأحداث المتلاحقة، يطيب لنا أن نتوجه إلى فخامتكم بخالص الشكر وعميق الامتنان على الجهود المخلصة التي تبذلونها من أجل رفعة واستقرار وطننا الحبيب مصر.

إننا نرى بعين التقدير حجم التحديات التي تخوضونها على أكثر من صعيد، بدءاً من صون الأمن القومي للبلاد وتأمين حدودها، ومروراً بالتعامل الحكيم والمتوازن مع الملفات الإقليمية الشائكة لضمان عدم انجرار مصر إلى مستنقع الأزمات.

كما نثمن جهودكم المتواصلة في مسار التنمية والتعمير، والتي ظهرت بوضوح في: المشاريع القومية العملاقة، والبرامج الاقتصادية الطموحة، والتركيز على بناء الإنسان خاصة في ملفي التربية والتعليم.

إننا، كمواطنين مصريين، ندرك تماماً أن معركة البناء والتقدم لا تتوقف، ونجدد عهدنا لفخامتكم بدعم كل جهد يسعى لتعزيز وحدة الصف، وتحقيق الاستقرار، والمضي قدماً في مسيرة التنمية الشاملة.

حفظ الله مصر، وحفظكم سنداً وقائداً لها، وأدام عليكم الصحة والعافية والتوفيق.

مع خالص التقدير والتحية،

المواطنون المخلصون لجمهورية مصر العربية

 

فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي “المختار” لقدر الوطن

 


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading