مقالات ووجهات نظر

مايحدث فى غزة والسودان وليبيا هو إستهداف للدولة المصرية 

بقلم /أحمد الفاروقى 

مايحدث فى غزة والسودان وليبيا هو إستهداف للدولة المصرية 

مايحدث فى غزة والسودان وليبيا هو إستهداف للدولة المصرية 

 الأحداث الجارية في غزة والسودان وليبيا تحديات كبرى للأمن القومي للدولة المصرية وينظر إليها العديد من المحللين كجزء من استهداف أوسع لاستقرار المنطقة ومصر بشكل خاص. ويشكل عدم الاستقرار في الدول المجاورة تهديدًا مباشرًا ومتعدد الأوجه لمصر.

​من حيث التحديات الأمنية والإستراتيجية 

​تتمثل أبرز التحديات التي تواجه مصر من حدودها الملتهبة أولا 

​الأمن الحدودي فمصر تشترك في حدود برية طويلة مع كل من ليبيا والسودان، وتواجه خطر تسرب العناصر الإرهابية و تهريب الأسلحة والبشر عبر هذه الحدود في ظل حالة الفوضى والسيولة الأمنية في كلا البلدين. وقد أدت الصراعات في السودان وليبيا إلى عودة أعداد كبيرة من المصريين العاملين هناك، مما يشكل عبئاً إقتصادياً وإجتماعياً.

القضية الفلسطينية وقطاع غزة: الحرب في قطاع غزة وما ينتج عنها من تصعيد على الحدود الشمالية الشرقية يمثل تهديداً خطيراً للأمن القومي المصري. وتشدد مصر على رفضها القاطع لأي محاولات لـتهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وتعتبر ذلك خطاً أحمر يهدد وجود القضية الفلسطينية ويقوض استقرار المنطقة.

​البحر الأحمر والملاحة: التوترات في المنطقة، خاصة في البحر الأحمر وتأثيرها على قناة السويس، تضع عبئاً إضافياً على مصر، حيث تهدد أهم مصدر لإيراداتها من العملات الأجنبية وتؤثر على حركة التجارة العالمية.

ثانيا الأبعاد الإقليمية والتدخلات الخارجية

​تُشير بعض التحليلات إلى أن حالة عدم الاستقرار في جوار مصر قد تكون بيئة خصبة لتدخلات خارجية وقوى إقليمية تسعى إلى ​إضعاف الدور المصري: من خلال إشغالها بصراعات حدودية وأزمات داخلية، مما يقلل من قدرتها على التأثير في القضايا الإقليمية.

​إنشاء بؤر توتر دائمة: على الحدود المصرية، بما يخدم أجندات مناوئة لاستقرار الدولة المصرية.

و​التهديدات غير التقليدية: مثل الأثر على الأمن المائي المصري (كمسألة سد النهضة) واستغلال حالة الانقسام والفوضى.

ثالثا الإستجابة المصرية للأزمة

​تبذل الدولة المصرية جهوداً مكثفة لمواجهة هذه التحديات عبر عدة محاور:

​تأمين الحدود: من خلال تعزيز الإنتشار العسكري وبناء القواعد العسكرية الاستراتيجية (مثل قاعدة محمد نجيب وبرنيس) لتأمين الاتجاهات الاستراتيجية الغربية والجنوبية.

​الدبلوماسية والوساطة: تقوم مصر بدور محوري في السعي لوقف إطلاق النار في غزة، وتقديم المساعدات الإنسانية، وجهود الوساطة لحل الأزمة في السودان واستضافة مؤتمرات للقوى السودانية، ودعم الحل السياسي الليبي وإجراء الإنتخابات وخروج القوات الأجنبية.

و​رفض التهجير: تمسُّك مصر بموقفها الرافض لتهجير الفلسطينيين هو محاولة استراتيجية لحماية أمنها القومي وعدم تصفية القضية الفلسطينية على حسابها.

​إن تزامن هذه الأزمات على كافة الاتجاهات الاستراتيجية لمصر يزيد من التعقيد والتحديات، ويؤكد أهمية الدور المصري المحوري في إرساء الأمن والإستقرار في الإقليم.

مايحدث فى غزة والسودان وليبيا هو إستهداف للدولة المصرية 

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading