مقالات ووجهات نظر

مقال في حدوته الانت-حار 

بقلم /هشام سطوحي

مقال في حدوته الانت-حار 

مقال في حدوته الانت-حار كانا شابين ككثير مثل شباب هذا الجيل، ضاقت بهما الدنيا حتى لم يتركا لنفسيهما متسعًا من الأمل.

أيّام طويلة من الانكسار واليأس والاكتئاب، حتى وصلا إلى القرار الأصعب: إنهاء حياتهما.

حدّدا اليوم والساعة، رتّبا كل شيء وكأنهما في طريقهما إلى سفر بلا عودة.

في تلك اللحظة الموحشة، نفذ الأول خطته بمنتهى الإصرار، بينما توقّف الثاني عند حافة القرار.

كان هناك طيفٌ صغير من الأمل يتسلل إلى قلبه ويهمس:

“ربما لديك فرصة أخرى… فرصة للتغيير، للبدء من جديد.”

عاد الثاني إلى حياته غير الوردية.

حياة مليئة بالخذلان والتعب والخيبات، لكنّه تمسّك بذلك الطيف الصغير.

ومع الأيام، لم تتحول حياته إلى جنة، لكنّها بدأت تبتسم له ببطء…

ذلك البطء تحوّل إلى وقود يدفعه للاستمرار.

يقول اليوم:

“الحياة ليست رائعة دائمًا، لكنّها أصبحت طبيعية… يوم فرح ويوم حزن، يوم نجاح ويوم فشل. هكذا خُلقت الحياة، خليط من الانكسار والنهوض، من الألم والرجاء. وعلينا أن نتعامل معها كما هي.”

الفرق بين الاثنين لم يكن في قوة أحدهما وضعف الآخر.

الأول اختار الاستسلام وعدم خوض اللعبة مع الحياة، والثاني جرّب أن يمنح نفسه فرصة.

أنا لا ألوم الأول؛ فكلنا مررنا بلحظات ظننا فيها أن الموت هو الحل.

لكن في أعمق لحظات الانهيار، هناك دائمًا شيء صغير يمنعنا: عقيدة، شخص نحبه، أو حتى ومضة أمل تظهر فجأة.

أنا هنا لا أتكلم عن الانتحار من الناحية الدينية أو العقائدية، فهذا ليس دوري.

لكنّي أتكلم عن الفرصة الأخرى…

الفرصة التي تستحق أن نمنحها لأنفسنا مهما كانت الخسارة أو القسوة.

إذا كنت تمر بلحظة يأس أو ألم، تذكّر أن هناك دائمًا فرصة ثانية، وأن الحياة مهما كانت صعبة اليوم قد تمنحك غدًا سببًا للابتسامة.

لا تستسلم… تمسّك حتى بأضعف ومضات الأمل، فقد تكون بداية نجاتك.مقال في حدوته الانت-حار 


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading