وزارة الثقافة المصرية تكرم مكتبة الإسكندرية لدورها في دعم مسيرة الخط العربي
ليلى خليل

وزارة الثقافة المصرية تكرم مكتبة الإسكندرية لدورها في دعم مسيرة الخط العربي
ليلى خليل
كرّم الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، مكتبة الإسكندرية، وذلك في ختام فعاليات الدورة العاشرة لملتقى القاهرة الدولي لفن الخط العربي (2025)،
تقديرًا لدورها الرائد وإسهاماتها المتواصلة في دعم فن الخط العربي أكاديميًا وفنيًا على مستوى الوطن العربي، وجهودها البارزة في حفظ التراث الثقافي العربي والإسلامي، وصون المقتنيات الخطية، وإتاحتها للباحثين والمهتمين، بما يسهم في تعزيز حضور الخط العربي في المشهد الثقافي المعاصر محليًا ودوليًا.
ويأتي هذا التكريم تتويجًا لرؤية الأستاذ الدكتور أحمد عبد الله زايد، مدير مكتبة الإسكندرية، التي رسّخت دور المكتبة بوصفها مؤسسة معرفية وثقافية رائدة تسعى إلى دعم الإبداع الفكري والفني، وتعزيز البحث العلمي في مجالات التراث والهوية.
وتتجلى هذه الرؤية بوضوح في دعم مركز دراسات الخطوط بقطاع البحث الأكاديمي، الذي يُعدّ اليوم أحد أبرز المراكز المتخصصة عربيًا ودوليًا في دراسة تاريخ الخط العربي ونقوشه. ومنذ تأسيسه، حرص المركز على بناء شبكة واسعة من الشراكات مع المؤسسات التعليمية والثقافية في مصر والعالم العربي، الأمر الذي جعله مرجعًا رئيسيًا للباحثين والفنانين والطلاب في مجالات الخط العربي والكتابات الإسلامية.
كما برز دور مكتبة الإسكندرية في مجال النشر العلمي المتخصص من خلال إصدار مجموعة من الدوريات والسلاسل العلمية المحكمة، وفي مقدمتها «حولية أبجديات»، التي تُعدّ من أهم الدوريات المتخصصة في الخطوط والكتابات، حيث خُصصت أعداد كاملة لنشر أحدث الأبحاث المتعلقة بالخطوط العربية. وإلى جانب ذلك، أطلقت المكتبة سلسلة «دراسات في الخط العربي المعاصر»،
التي وثّقت سير وتجارب عدد من أعلام الخط العربي، من بينها كتاب «سيرة العميد سيد إبراهيم»، وكتاب «خضير البورسعيدي.. مدرسة مصرية في الخط العربي»، في إطار سياسة عامة تنتهجها إدارة المكتبة لدعم البحث العلمي وتوثيق التجارب الفنية الرائدة.
وعلى المستوى الوطني، أسهمت مكتبة الإسكندرية بدور فاعل في دعم مسيرة الخط العربي في مصر من خلال مشاركتها المستمرة في الفعاليات والملتقيات الكبرى، وفي مقدمتها «ملتقى القاهرة الدولي لفن الخط العربي» و«ملتقى الأزهر الشريف للخط العربي والزخرفة».
وقد أتاحت هذه المشاركات تبادل الخبرات بين الباحثين والخطاطين، ووفّرت منصة علمية لعرض دراسات جديدة حول التاريخ الجمالي للكتابة العربية، بما عزّز من الحضور الأكاديمي للمكتبة في المشهد الثقافي المصري. ومن جانب آخر، عملت مكتبة الإسكندرية، من خلال إدارة المعارض والمقتنيات،
على تأسيس معرض شامل لرواد وأعلام فن الخط العربي في مصر والعالم العربي، احتفى بأعمال فناني العصر الحديث، ومن بينهم الفنان محمد إبراهيم. وأسهم هذا المعرض في تعريف الجمهور بالتحولات الجمالية التي شهدها الخط العربي خلال القرن الماضي، وإبراز تنوع مدارسه وأساليبه.
كما استقبلت المكتبة مجموعات قيّمة من لوحات كبار الخطاطين المصريين، من بينهم الأستاذ محمد إبراهيم، والأستاذ كامل إبراهيم، والشيخ محمد عبد الرحمن، والأستاذ خضير البورسعيدي، والأستاذ محمود إبراهيم سلامة، وهو ما أسهم في تكوين أرشيف بصري ثري يوثق لتاريخ مدارس الخط المصري وتنوعها.
وفي هذا السياق، أكد المعماري حمدي السطوحي، رئيس صندوق التنمية الثقافية، أن العمل الثقافي لا يحقق أثره الحقيقي إلا من خلال التكامل المؤسسي والشراكات الفاعلة،
مشيرًا إلى أن هذا التكريم يُعدّ تتويجًا لمنظومة متكاملة من التعاون بين صندوق التنمية الثقافية وقطاع الفنون التشكيلية ومكتبة الإسكندرية، بما يعكس نموذجًا ناجحًا للتكامل بين المؤسسات الثقافية المصرية في دعم الخط العربي وتعزيز حضوره بوصفه أحد الركائز الأساسية للهوية الثقافية الوطنية.
وزارة الثقافة المصرية تكرم مكتبة الإسكندرية لدورها في دعم مسيرة الخط العربي
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.





