أخبار عالميةمقالات ووجهات نظر

يهوذا يبعث من جديد

بقلم.. أحمد الجرف

يهوذا يبعث من جديديهوذا يبعث من جديد

فى صبيحه هذا اليوم إستقيظ العالم على خبر صادم نفذت دولة الكيان تهديدها وضربت إيران ضربه نوعية قنصت خلالها قادتها العسكريين .

الحقيقة لم تكن مفاجئة لأحد أمريكا خففت رعاياها من السفارات قبل أيام بل وقامت الطائرات جهاراً نهاراً بإجلاء الامريكيين من القواعد ورفعت امريكا ودولة الكيان حاله التأهب إستعداداً لضرب ايران وإحتمال رد فعلهم المتوقع فأين المفاجئة المزعومة ؟ أين الاستعداد الايرانى لصد الهجوم ؟

الحقيقة أننى أرى أن كل هذا مخطط من البداية قبل عام 1979 حين قاد الخمينى ذلك الشخص المدرب بعناية فى الغرب على حروب الجيل الرابع القضاء على حكم الشاة وتحويل ايران إلى دولة يحكمها قادة الثورة الاسلامية ذلك الاسم الذى دغدغ عقول وقلوب المسلمين أن ظهور قوة إقليمية إسلامية يعنى قوة إضافية لهم .

المتامل للمشهد الايرانى يدرك العكس تماماً . قبل قيام الثورة الايرانية كانت المنطقة مستقرة إلى حد كبير والعراق قوة عربية إقليمية فاعلة تحسب للعرب والمسسلمين .

جاء الخمينى بأجندة محددة سرعه القضاء على العراق فى حرب مولها وخطط لها الغرب بعناية أنهكت العراق وأيضاً ايران .

ثم المخطط الثانى لإيران كان وضع ايديهم على مفاصل القوى فى المنطقة العربية لاسيما قى وجود قواعد غربية قبل غزو العراق .

سمحت امريكا والغرب لايران بإمتداد نفوذها على فلسطين (حماس) ولبنان ( حزب الله ) واليمن (الحوثى ) والعراق ( الشيعة ) وشرق السعودية (الكامن الان) وسوريا .هذا التواجد تم بمباركة صريحة وعلنية بين تلك الطوائف وامريكا حتى أنهم جلسوا معهم فى مفاوضات .

بينما أعتبرتهم الدول العربية نبته شيطانية فى نسيج تلك الامم كانت ايران وامريكا من خلف الستار تعتبرهم مكوناً اساسياً للنظام العالمى الجديد الذى قبل بوجودهم بل وفاوضهم على قضايا اوطانهم . 

غير أن الامر لم يسلم من بعض المناوشات العسكرية المحسوبة لمجرد إحكام التمثيلية الهزلية على المسرح العربي والذى ينظر للموقف من زاوية المتفرج وليس من كواليس صناع المحتوى . 

ثم حانت اللحظة الحاسمة بعد إنهيار العراق وتمدد الوجود الامريكى فى شكل قواعد قوية منتشرة ومسيطرة فى العالم العربي . 

حان وقت رد الجميل والإخلاء المنظم للازرع الايرانية فى تلك الدول الى أصحاب الحق الذى من أجله أنشئت .

سلمت إيران حزب الله على طبق من فضه للكيان عبر عمليات معلوماتية منظمة دمرت وسائل تواصلهم وقتلت قادتهم وأضعفت قوتهم الى مرحلة غياب التاثير ولم تساعدهم ايران باى شيئ يذكر فقط كلمات وشعارات جوفاء .

ثم سلمت وتسلم غزة للكيان عبر عملية منظمة من خلال قادة حماس على طبق اخر من الفضة دون دعم يذكر لحماس بل وستضمن خروج بعضهم الامن فى مقابل الرحيل النهائى لشعب غزة من القطاع .

والان تسلم الحوثيين الى امريكا الامر الذى يتضح الان من الضربات النوعية الامريكية المستندة على معلومات من الداخل الحوثى لتنفيذ المخطط .

وبهذا تكون إيران قد وفت بالعهد ومكنت الغرب من المفاصل بعد أن اضعفت تلك الدول بالتواجد فيها الامر الذى منع قيام مقاومة حقيقة وقوى محلية فى وجود تلك الفرق المدعومة منها .

كانت شائعه إمتلاك ايران قوة نووية كفيلة بجعلها مصدر تهديد للدول النفطية المجاورة الامر الذى كانت تدفع من خلاله تلك الدول للحارس الامين امريكا للحماية فى حين عظمت امريكا من قوة ايران ومن خطرها على الدول المجاورة للحصول على اكبر قدر من الاموال والقواعد لصد الخطر الايرانى عليها .

والان بدت الحقيقة ولكن بعد فوات الاوان . ايران أضعفت العراق وسلمت الدول التى بها مليشيات تابعة لها للغرب بعد منعها من القوة المحلية والان جاء دور اعضاء الثورة الايرانية بتسليم ايران نفسها الى الغرب بطيب خاطر كما فعل يهوذا فى الاساطير الدينية القديمة مقابل الأحتقاظ بالبقاء والحياة اللامنة للجمهورية الايرانية الاسلامية .

ستمضى المسرحية المشوقة والمبكية فى ان واحد . وستلم ايران طواعية كل مراكز قوتها الصاروخية الوهمية ومشروعها النووى ليضرب علنا على شاشات التلفاز وفى المقابل سترتضى امريكا والكيان بعض من ردود الافعال المحسوبة والغير مؤثرة فعلياً حتى يتسنى أن يصفق الجمهور للحبكة الدرامية المتكاملة .

بعد ضرب تلك المصادر فى ايران ستنطلق دولة الكيان لتعلن عن نفسها طبقاً للمخطط اسرائيل الكبرى دون منازع فى المنطقة .وستقدم المزيد من الدعم لسبعين الف من اليهود اللذين يعيشون فى المدن الايرانية فى اصفهان وغيرها برعاية من دولة الكيان إنتظاراً لمهمة تلمودية جديدة تباركها ايران كما يباركها الغرب تماماً فأين المشكله ؟

الحقيقة ليست هناك مشكلة حقيقة بين امريكا ودولة الكيان وإيران وإنما هناك مخطط ينفذ بعناية شديدة وحان وقت تنفيذ ايران لجزء جديد .

ولكن تظل هناك حجرعثرة فى إكمال المخطط . إنها مصر وستظل مصر رغم كل حاقد او حاسد او خائن أو مدفوع من الغير قلب العروبة النابض وسيفها وكنانه سهامها . لك الله يا مصر دمتى قوية أبية قدرك أن تحيي بين النار والدماء .

صدق رسول الله حين قال هم فى رباط الى يوم القيامه . لا اشك فى نصرنا المبارك القادم فنحن من غير التاريخ من قبل ومن سيكتب التاريخ الجديد مع رجل يعرف قيمه مصر وقوتها لا خوف عليك مصر وإن شاء الله منصور ايها الرئيس منصورة مساعيك قلوبنا معك وصدورنا دروع لمصر حفظ الله مصر من كل شر وسوء . 

يهوذا يبعث من جديد


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

أحمد حمدي

نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading