أرض الخوف بقلم/ محمد سمير خيال
أرض الخوف بقلم/ محمد سمير خيال
من صور التخويف في المجتمعات العربية كما نسمع:
نام بدري قبل أن يأتي الغول ليلاً ويأكلك، لاتخرج ياولد ليلاً حتى لا يأكلك الذئاب ، إن لم تسمع الكلام ستدخل النار،إن لم تسكت سأتصل بالشرطي ليأتي ويأخذك معه، إن لم تغسل أسنانك قبل النوم ستشمك الشمامة وهكذا من شخصيات خرافية كا العو والسلعوة وأبو رجل مسلوخة والأم الغولة………
إن إسلوب التخويف فن متاورث ينتقل من الأجداد إلى الأباء وهكذا يستمر بلا توقف،والغرض منه إسكات الصغار عما يفعلوه من أمور لايرضى عنها الأباء والأمهات على سبيل المثال: استعداد الكبار للنوم بينما الصغار مازالوا مستيقظون ولايرغبون في النوم ، إنشغال الأم بأعمال المنزل وحدوث ضوضاء من الصغار، عودة الأب من عمله مرهقأً والصغاريصدر عنهم الضجيج ، أو يريد الصغار الخروج من المنزل لوحدهم ويخشى عليهم من حوادث الطرق ،أو يصدر منهم تصرفات غير لائقة وبذلك يتم استخدام التخويف لهم لكن هذا سيجعلهم يمتنعون أمام الكبار خشية العقاب فقط وليس عن قناعة مما سيؤدي بهم لفعلها من ورائهم.
من السلبيات التي تعود على الأبناء الصغار من الخوف:
العدوانية حيث تجعل الطفل المتعرض للتخويف ينفر من حوله وخياله يصور له عواقب غير حميده لتصرفاته.
التوتر حيث يصبح الشخص متردداً في أخذ قرارات في حياته متخوفاً من رد الفعل ممن حوله ويفقد الثقة بالنفس.
التأخر الدراسي حيث ينحدر مستواه للأدنى لخوفه من سؤال المعلمين حتى لايقابل بالتعنيف أو الإستهزاء.
لذلك فإن التخويف المستمر يتحول لحالة مرضية ترافقه طول العمر سواء خلل سلوكي أو اجتماعي أو قد يتعرض لمرض عضوي او نفسي يدمر مستقبله.
الوقاية هي خير وسيلة للعلاج:
لذلك ننصح الأباء والأمهات والمعلمين والمعلمات في التعامل مع الصغار بدلاً من التخويف مثلاً بالغولة والعفاريت في حالة عدم استجابتهم للنوم مبكراً يعالج ذلك بأن تحكى لهم معلومات مفيدة عن منافع النوم مبكراً حتى يصبحوا أبطال أقوياء أصحاء وبدلاً من التخويف بالنار والحرق والعذاب في القبرلعدم طاعتهم من الممكن ذكر جزاء بر الوالدين والفوز بالجنة والنعيم وما فيها من أشياء جميلة وما يهديه الله تعالى لكل من يرضى عنه والديه وسوف يرزقه الخير الكثير وينعم عليه بأشياء كثيرة يحبها ويتمناها ويحقق أحلامه وأمانيه ويحفظه من شر الشيطان الرجيم وتحبه الملائكة الكرام وتسهل أموره في الحياة وينجح في حياته الدراسيه ويوفق في أعماله وهكذا.
أرض الخوف بقلم/ محمد سمير خيال
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.