أعيذُك مِن أن تكون ممَّن يحزنون فيتباءسون
أعيذُك مِن أن تكون ممَّن يحزنون فيتباءسون
بقلم : بـــــسنت صــــلاح عبــاس
أعيذُك مِن أن تكون ممَّن يحزنون فيتباءسون
أعيذُك مِن أن تكون ممَّن يحزنون فيتباءسون. أن يعُمَّك الأسى، فتحبسه في كتمانك، و تُنِيب عنه ألاعيبَ من سُخطك أو قسوتك.
أن تُحمِّل صاحبك مئونة بؤسك بشكلٍ مُروِاغٍ يستنزف روحه، ربما لا تؤذيه بقسوتك و لا بمنعك، و ليس بكيدك و لا بغدرك، ربما لست وحشًا باديًا في العيان؛ و إنما تصيرُ كُتلةً مشحونةً من الصمت الكئيب.
تُلاقيه بصمتك المُتبرِّم حين لا تجد منه اهتمامًا مُتصوَّرًا. تتملَّص مِن إجابتك، أو تُباعده بصدّك، أو تهاجمه بدفاعيتك حين يستفهم عن حالك، أو يعتب على تغيُّرك. و تُجافيه بوجهٍ شاحب و حماسٍ فاتر و إهمالٍ مُتنكِّرٍ لأنك لا تجد منه ما يُرضيك، أو يزيح مآسيك، أو يوافق أمانيك.
أعيذك مِن أن تغشاك الفَجاجة فتجهل.. بأنّ أحزانك لا تُجيز سُكاتك، و لا تبرر إهمالك، و لا تقصيرك في واجبك. تألّم و تكلّم. سَلْ العذر و اطلب العون. كل هذا حقٌ لك، و حقٌ عليك. لكنْ، لا تعاقب أحدًا بصمتك الطويل، و لا تُنغِّص قلبك بكبتكتوافق نهائيا على تغليظ عقوبة التحرش والتنمر الثقيل.
أعيذُك مِن أن تكون ممَّن يحزنون فيتباءسون
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.