.
أفضل الرجال وأسواهم
الرجولة كلمة يساء فهمها كثيرآ في أيامنا هذه التي طغت عليها الماديات والمصالح والنزوات والهفوات فعندما شرعت في كتابة مقالي عن أفضل الرجال وأقومهم وأحسنهم وكذا أشرهم وأسوأهم وجدتني أسأل نفسي من هو ؟ ومن يكون ؟ وهل هو الوسيم صاحب الكلام المعسول والقوام الممشوق؟ أم صاحب المنصب والجاه والمال ؟ أم هو الحاصل على أعلى الشهادات؟
وعندما عجزت عن وصفه وجمع صفاته رجعت إلى كلمات بسيطة جميلة أوردها النبي محمد عليه الصلاة والسلام واصفآ لنفسه الطاهرة الصفية النقية الزكية ورواها عنه الترمزي رحمه فقال ( خيركم خيركم لأهله وإنا خيركم لأهلي )
و قد أورد أحد الحكماء محاسن الرجل وفضائله عندما سأله رجل نفس السؤال الذي سألته لنفسي فأجاب هو الذي إذاحاورته وجدته حكيما وإذا اغضبته وجدته حليما وإذا ظفر كان كريما والذي إذا وعد أوفى ولو كان وعدا عظيما وهو الذي إذا شكى إليه أحد وجده رحيما وهو على بيته وزوجه وولده أمينآ لا يتكبر ولا يتجبر ولا يتخذ قرارا إلا بعد تعقل وتدبر
وهناك صنف آخر من الرجال هو اسوأهم وأشرهم تراه بذئ اللسان سباب لعان لايعرف إلاالصراخ محبآ لنفسه فقط حريص عليهاإذا دخل على أهل بيته ضرب ولطم وإذا خرج سب ولعن كأنه في حلبةالمصارعةتراه دائما تغضبه المصارحة لا يتعامل مع زوجه إلا بوحشية ولا ترقرقه الكلمة الندية قلبه كالحجر وجسمه نار تستعر مشاعره متبلدة وعواطفه متجمدة لا يعحبه العجب ولا ما يقدم له من تعب يحعل السكن الآمن في حالة استنفار دائم إذا جاء لم يفرح بقدومه وإذا خرج تمنى أهل بيته عدم رجوعه يسعى للحصول على التقدير دون إنجاز يمتلك شعور غير معقول بأهمية الذات متعجرف لا يهتم بشعور غيره تراه دائما غير منتبه ومشتت متطلع باستمرار لتحقيق رغباته ومآربه على حساب الآخرين عديم القدرة على فهم وجهة نظر المحيطين ولايقبل الاختلاف ودومآ يرتدي قناع الثقة والورع بينما في الواقع هو صديق ابليس واخيرآ قد يكون نرجسي مضطرب الشخصية عديم الثقة في نفسه وفي الآخرين
والآن يأتي السؤال أيهما تختار ومن تحب أن تكون ؟
أفضل الرجال وأسواهم
بقلم – ياسر مكي
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
