أموات بين أحياء
أموات بين أحياء
انور مغنية
أموات بين أحياء
في مدخل الأحداق يا صغيرتي
سحرٌ أضعتُ فيه
كلَّ أشيائي .
ذاك الجمال الساكنُ فيهما
يروي جفافي
وتخضرُّ صحرائي .
تلك الشفاه حدائق وردٍ
عبيرها يزيدُ في إعيائي
والحمَّى فوق الشفاهِ تلسعني
وتزيدني وهناً بأعضائي .
كيمامةٍ مرَّت بين الغمام
تُلملمُ حروفي وتجمعُ اشلائي
إستعارت من الفؤادِ جناحها
تطيرُ به بين مهابتي ورجائي.
هتفَت لها عروقي وثار دمي
وارتعشت يدي
وتغيَّرت سمائي .
أهديتها ورداً وفَمَاً
ولظى أنفاسي وإعصاري
ولقد أراها كأجمل امرأة
وكوكباً في مداري وفضائي.
لها رمشٌ لو زارته غفوةٌ
لصار الرمشُ يبوح بأسراري .
يا أجمل الورد الذي زرعته
يا أحلى كلامي
ويا روعة أشعاري .
اعيديني إلى نفسي كريماً
وانزعي عنِّي حزني وأعبائي
ودلليني فإنَّ الموت زائرنا
أم نحن لسنا سوى
الأموات بين أحياءِ ؟
أموات بين أحياء
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.