مقالات ووجهات نظر

أهل الغواية والضلال من جند إبليس

أهل الغواية والضلال من جند إبليس

أهل الغواية والضلال من جند إبليس

بقلم / محمـــد الدكـــروري

أهل الغواية والضلال من جند إبليس

اليوم : السبت الموافق 30 ديسمبر

الحمد لله خلق الخلق فأتقن وأحكم، وفضّل بني آدم على كثير ممن خلق وكرّم، أحمده سبحانه حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، يليق بجلاله الأعظم، وأشكره وأثني عليه على ما تفضل وأنعم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الأعز الأكرم، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله المبعوث بالشرع المطهر والدين الأقوم، صلى الله وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد لقد كان بعد تلك الصور المتقابلة لشقاء التعساء في النار، ونعيم السعداء في الجنة، يتجه السياق إلى تحديد المسؤوليات في الحياة الدنيا، ولقد أنزل الله الكتب وأرسل الرسل ومنح العقول، وخلق الناس على الفطرة ووضع كل المقومات الذاتية في الإنسان وخلق كل الدلائل والبراهين الكونية لتشده إلى الهداية شدا.

ومع ذلك وجد الضالون الناكبون عن طريق الحق، فمن المسؤول عن ضلال هؤلاء؟ وبعد ذلك الاستعراض للصور المتقابلة لشقاء التعساء ونعيم السعداء تعرض صورة لإستجواب العابدين ومعبوديهم، كل عابد وما عبد من دون الله، سواء كان هذا المعبود صنما من حجر أو شجر، أو كان مخلوقا من جن أو إنس أو ملك، أو كان كوكبا من شمس أو قمر، أو كان مبدأ من علم أو قوم أو وطن، أو كان هوى من جاه أو زعامة وغيرهمن ليقفوا في صعيد واحد أمام عابديهم، ويوجه الاستجواب الرهيب إلى المعبودين سواء كانوا على علم بعبادة هؤلاء لهم أم لم يكونوا عالمين ولا راضين، فيقول تعالي ” فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل” وفي هذا اليوم لا يكون إلا مقولة الحق والصدق، فلا يستطيع أحد أن يخفي شيئا أو ينكر شيئا.

فأما المعبودون من دون الله ممن لم يرضوا بعبادة الناس لهم كالملائكة والأنبياء والصالحين، ومن مخلوقات الله التي ليس من شأنها النطق في الحياة الدنيا كالكواكب والأشجار والأحجار، فتقول بلسان المقال أو بلسان الحال ” سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك أولياء” أي بمعني نحن ننزّهك ونقدّسك عن سفه السفهاء وجهل الجهلاء، وإننا كنا في حياتنا الدنيا نعبدك ونثني عليك الخير كله، نرجو رحمتك ونخشى عذابك، فكيف نتخذ من دونك أولياء، كيف ندعو الناس إلى عبادتنا ونحن مشفقون من هذا اليوم والمساءلة فيه “إننا نعلم أنه لا ينبغي لنا فكيف نحاوله” وإلى جانب توجيه الخطاب العام للمعبودين عامة، يخص بعض الأفراد والأجناس بخطابات خاصة، فمن الذين عُبدوا من دون الله عيسى عليه السلام فيخص بخطاب ويسألوا عن ذلك.

وكما اشتهرت عبادة الملائكة لدى الجاهلين فيوجه لهم خطاب أيضا، وكما جعلت أقوام بين الله وبين الجن نسبا فعبدوهم من دون الله ليقربوهم إلى الله زلفى، ويشفعوا لهم عند الله، وما دروا أنهم جميعا محاسبون، أما أهل الغواية والضلال من جند إبليس فيتبرأون من عابديهم أيضا، ولقد انقشع الزيف عن الآلهة الكاذبة، وظهرت حقيقة الداعين إلى الغواية، ودعا الأتباع آلهتهم على الرغم من ظهور الحق، استجابة للأمر الرباني، حيث يبلغ التوبيخ والنكاية بأهل الضلال مبلغه، وإن فاصلا من الكره والبغضاء يفصل بين الطرفين، وبعد أن تبرأ المتبوعون من الأتباع يأكل الغيظ قلوب الأتباع، إذن فما سبب غواية هؤلاء القوم وضلالهم عن سواء السبيل، إن لم يكن للمتبوعين شأن في دعوتهم إلى الضلال؟

ولقد أشارت الآيات الكريمة إلى السبب الأساس في ضلالهم وهو بطرهم واستمتاعهم بما منحوا من الهبات والمزايا والمنح، ولئن كان السياق في الكفار عامة فالمشركون من قريش يدخلون دخولا أوليا في هذا المجال لأن السياق يخصهم وهم الذين اتخذوا المواقف السابقة من القرآن الكريم ومن الرسول صلى الله عليه وسلم.

أهل الغواية والضلال من جند إبليس

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى