أهمية المواطنه ف ضوء حرية المشاركة العامه و الدور التنظيمي للأحزاب السياسية..
أهمية المواطنه ف ضوء حرية المشاركة العامه و الدور التنظيمي للأحزاب السياسية..
بقلم د./ نورالدين سعد.. رئيس القسم السياسي
المواطنة هى علاقة الفرد بالوطن الذى ينتسب إليه، والتى تفرض حقوقًا دستورية وواجبات منصوصًا عليها بهدف تحقيق مقاصد مشتركة ومتبادلة، والمواطنة الإيجابية لا تقتصر على مجرد دراية المواطن بحقوقه وواجباته فقط، ولكن أيضًا على حرصه على ممارستها من خلال شخصية مستقلة قادرة على حسم الأمور لصالح هذا الوطن، ويؤدى التطبيق المجتمعى لمفهوم المواطنة فى كافة المؤسسات إلى تنمية مجموعة من القيم والمبادئ والممارسات التى تؤثر فى تكوين شخصية الفرد، والتى تنعكس فى سلوكه تجاه أقرانه وتجاه مؤسسات الدولة وكذلك تجاه وطنه.
مقومات المواطنة
هناك مجموعة من المقوِّمات الأساسيّة والمشتركة للمواطنة بين بلدٍ وآخر، منها أولا : المساواة وتكافؤ الفرص، حيث يجب التساوي بين جميع أفراد المجتمع في الحقوق والواجبات، وإتاحة جميع الفرص أمامهم باختلاف عقائدهم الدينية، ومعتقداتهم الفكريّة، وانتماءاتهم السياسيّة، حيث يُمكن تحقيق ذلك بوجود ضماناتٍ قانونيةٍ وقضاءٍ عادلٍ ونزيه يُنصف كلّ من تتعرّض حقوقه للانتهاك.
ثانيا ، المشاركة في الحياة العامة، حيث ينبغي فتح المجال للمواطنين للمشاركة في جميع المجالات السياسيّة، والاجتماعيّة، والثقافيّة، والاقتصاديّة، بدءاً من حقّ الطفل في التربية والتعليم، مروراً بحرية الأشخاص الفكريّة، وحقّهم بالاستفادة من الخدمات العامّة، ومشاركتهم بالأنشطة الثقافية المختلفة، وانتهاءً بحقّهم في الانخراط بحريةٍ في الأحزاب السّياسيّة، وتولّي المناصب العليا، والمشاركة في صنع القرار.
ثالثا ، حق المواطنة، فهو لايتحقق بالقوانين وحدها ، لكن لابد أن ترتكز الممارسات أيضاً على المساواة الكاملة بين جميع المصريين وعلى حكم القانون المطلق بينهم فحق المواطنة هو الرابط بين الدولة والمجتمع وغياب حق المواطنة يجعل من الدولة سلطة فوقية معزولة عن مجتمعها.
أهمية المواطنة
– تعدّ المواطنة فكرة اجتماعية وقانونية وسياسية ساهمت في تطور المجتمع الإنساني بشكل كبير بجانب الرقي بالدولة إلى المساواة والعدل والإنصاف، وإلى الديمقراطية والشفافية، وإلى الشراكة وضمان الحقوق والواجبات.
– تتطلب متانة النسيج الوطني التسليم بمفهوم المواطنة، مفهوم تتحقق فيه المساواة بين البشر، وينال فيه الفرد موقعه الاجتماعي ووظيفته عن طريق كفاءته وقدراته ونزاهته، فالواقع يؤكد أن ثمة علاقة في المضمون بين مفهومي المواطن والمواطنة.
– تضمن المساواة والعدل والإنصاف بين المواطنين أمام القانون وخدمات المؤسسات، وأمام الوظيفة العمومية والمناصب في الدولة، وأمام المشاركة في المسؤوليات على قدم ومساواة، وأمام توزيع الثروات العامة، وكذلك أمام الواجبات من دفع الضرائب والخدمة العسكرية والمحافظة على الوطن والدفاع عنه.
– تعترف بالتنوع والتعدد العقدي والعرقي واللغوي والسياسي والثقافي والطائفي والاقتصادي والاجتماعي والاتجاه الأيديولوجيي.
قرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٠
يتحدث هذا القرار عن خمسة مجالات وركائز عمل رئيسية: المشاركة والحماية والوقاية والشراكة وفك الارتباط/إعادة الإدماج. وتعزز هذه الركائز الخمس والقرار نفسه روية جديدة للشباب فيما يتعلق بالسلام ويضمن الشرعية والمساءلة
القرار 2250 هو نقطة تحول هامة في تاريخ العلاقة بين الشباب وعمليات السلام والأمان على مستوى العالم. تم اعتماد هذا القرار من قبل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في ديسمبر عام 2015، وهو يمثل الإعتراف الرسمي بالدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه الشباب في منع النزاعات وتحقيق السلام الدائم
وتكمن ماهية المواطنة العالمية في مجموعة القيم والتي منها الانتماء، والمشاركة الفعالة، والديمقراطية، والتسامح، والعدالة، الحرية، والتي تؤثر على شخصية الفرد فتجعله أكثر إيجابية في إدراك ماله من حقوق، وما عليه من واجبات نحو كل من الوطن الذي يعيش فيه، وأمته، والعالم بأسره، وتتمثل المواطنة العالمية في حرية العيش والفكر والعمل في نطاق الحدود العابرة للوطنية، ووضع قواعد تتحدى الحدود والسيادة الوطنية؛ حيث يمكن للأفراد اختيار مكان العمل والعيش دون النظر لموضوع الحدود بين الدول ودون ارتباط الإقامة بأرض محددة.
تعد ثقافة التسامح والحوار من أبرز مظاهر السلوك الحضاري بين مختلف العقائد والأديان، يتجلى ذلك من خلال احترامهم في اختياراتهم العقدية ومعاملاتهم الحضارية من غير أن يكون الاختلاف الديني أو العقدي سببا في القطيعة أو العداوة بين الناس على هذا الأساس.
إن ثقافة الحوار والتسامح مع المخالف سواء من المسلمين أو غيرهم من الأسس التي تعزز رابطة الأخوة الإنسانية.
فالحوار بين أتباع الأديان أصيل في ثقافة التسامح لذلك ركز القرآن الكريم عليه في كثير من الآيات القرآنية سواء المكية منها أو المدنية. التي تدل بمنطوقها ومفهومها على أن ثقافة التسامح والحوار من الوسائل الناجعة لإيصال الحقيقة وتعزيز رابطة الأخوة الإنسانية، فالتواصل بين الناس بمختلف أديانهم ونحلهم يحققه الحوار بلا شك؛ ويدعمه التسامح بين الناس عموما باعتبارهما مبدآن أساسيان يعززان هذه الرابطة، حيث كلما تحقق دعم رابطة الأخوة الإنسانية، كلما تحق معها السلم والسلام والأمن والاعتراف بالمخالف.
إن ثقافة التسامح والحوار البناء تُعلم الإنسان حسن الاستماع للمخالف وطريق هادئ إلى فتح القلوب وتعزيز الأخوة الإنسانية بين كافة البشر، لأن بهما يتم تضييق هوة الخلاف وتقريب وجهات النظر، وإيجاد الحل الوسط الذي يرضي الأطراف في زمن كثُر فيه التباغض والتناحر والتشاجر، الذي ينتج عنه الاعتداء السافر على رابطة الأخوة الإنسانية من قِبل من لا يفهون قيمة الحوار والتسامح. إذن فدور ثقافة التسامح والحوار له من الأهمية ما يجعله من أصول دعم رابطة الأخوة الإنسانية في العصر الحاضر.
ولهذا فإن الثقافة تُعبر عن اكتساب الفرد للمكونات المعرفية، والانفعالية والسلوكية من خلال تفاعله المستمر مع محيطه الاجتماعي والعالمي؛ والتي تسهم في تشكيل سلوك جيد يجعل الفرد قادرا على التفاعل بصورة سليمة مع محيطه الإنساني، ويكون قادرا على نقل هذا السلوك للآخرين من حوله
تقوم على أمرين أساسين: الأول كونها من صلب تفكير العلوم الاجتماعية وهو ضروري لها بصورة ما؛ لكونها نوعا من التفكير الذي يؤدي إلى الاعتراف بوحدة الإنسان رغم اختلاف ثقافة وأعراف وديانات الشعوب. وثانيا كونها تعد وسيلة للتواصل بين الشعوب ودعامة لرابطة الأخوة الإنسانية، شريطة أن تتوفر الآليات لخلق جو ملائم لتبادل الثقافات بين الشعوب والأمم.
كما أن التسامح باعتباره داعمة أساسية لرابطة الأخوة الإنسانية يقوم على جملة من المبادئ والقيم المهمة التي تخدم رابطة الأخوة الإنسانية، منها على سبيل المثال لا الحصر.
قيمة الالتزام بقيم السلام والمحبة والإحسان والخير تجاه الآخرين.
قيمة التعارف والتواصل بين الثقافات الإنسانية.
كما أن الحوار الحضاري يعد من أبرز الآليات التي تحقق المصالح المشتركة بين الناس ودعم رابطة الأخوة الإنسانية، فالعقلاء من الناس لا يختلفون حول حتميته وقيمته الأساسية في تجسير الهوة بين المختلفين وتقريب المسافات بين المتباعدين، ولا يكون هناك حوار إلا إذا كان هناك شيء نعتقد أو نظن أنه يفرق أو يخالف بين الأطراف ويبعد شقة التلاقي والتقارب بينهما، ومن المؤكد أن الكثير من
الأمور تستدعي الحوار بسبب ما قد تشكله من اختلاف وتباعد، أو توتر ونزاع في حال غياب الحوار بين الأطراف.
ونظرا لأهمية إظهار قيمة ثقافة التسامح والحوار في عصرنا الحاضر؛ فقد ارتأيت المشاركة في هذا المؤتمر العلمي الهام بهذا البحث الذي سأبحث فيها دور ثقافة التسامح والحوار في تعزيز رابطة الأخوة الإنسانية، وفق منهجية علمية رصينة تعالج الآليات والاستراتيجيات التي تدعم رابطة الأخوة الإنسانية التي أعاداها للحياة وللخطاب الإنساني عقلاء وحكماء العالم، بعدما اختفت من الساحة الإنسانية ردحا من الزمن.
مفهوم التنوع الثقافي والهوية الثقافية يشير مفهوم التنوع الثقافي إلى التعدد والاختلاف الثقافي بين أفراد المجتمع الواحد، الذين على الرغم من اختلاف خلفياتهم الثقافية، إلا أنهم يشتركون في عوامل متعددة ومنها: اللغة، القومية، وتقوم العلاقات بين الأفراد من ثقافات متنوعة على أساس الاحترام، والتشارك، والتسامح، إضافةً إلى تمتعهم بحقوق متساوية دون أي تمييز، أما الهوية الثقافية فهي محصلة التجارب التاريخية لدولة ما، كالحروب، والصراعات والخبرات تاريخية التي خرجت منها هذه التجارب، وباختصار تعتبر الهوية الثقافية لمجتمع ما، المظلة التي تجمع أفراد المجتمع على اختلاف خلفياتهم الثقافية.
ونظرا لأهمية إظهار قيمة ثقافة التسامح والحوار في عصرنا الحاضر؛ فقد ارتأيت المشاركة في هذا المؤتمر العلمي الهام بهذا البحث الذي سأبحث فيها دور ثقافة التسامح والحوار في تعزيز رابطة الأخوة الإنسانية، وفق منهجية علمية رصينة تعالج الآليات والاستراتيجيات التي تدعم رابطة الأخوة الإنسانية التي أعاداها للحياة وللخطاب الإنساني عقلاء وحكماء العالم، بعدما اختفت من الساحة الإنسانية ردحا من الزمن.
مفهوم التنوع الثقافي والهوية الثقافية يشير مفهوم التنوع الثقافي إلى التعدد والاختلاف الثقافي بين أفراد المجتمع الواحد، الذين على الرغم من اختلاف خلفياتهم الثقافية، إلا أنهم يشتركون في عوامل متعددة ومنها: اللغة، القومية، وتقوم العلاقات بين الأفراد من ثقافات متنوعة على أساس الاحترام، والتشارك، والتسامح، إضافةً إلى تمتعهم بحقوق متساوية دون أي تمييز، أما الهوية الثقافية فهي محصلة التجارب التاريخية لدولة ما، كالحروب، والصراعات والخبرات تاريخية التي خرجت منها هذه التجارب، وباختصار تعتبر الهوية الثقافية لمجتمع ما، المظلة التي تجمع أفراد المجتمع على اختلاف خلفياتهم الثقافية.
أهمية المواطنه ف ضوء حرية المشاركة العامه و الدور التنظيمي للأحزاب السياسية.. بقلم د. نورالدين سعد
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.