أوصيكَ يا قلبي بالحُزنِ لا بالعذاب

هادي صابر عبيد

أوصيكَ يا قلبي بالحُزنِ لا بالعذاب
عنفتني بِعشقُكَ وأكبرتَ المصاب
.
أعيشُ بين قومي وكأنهُم أغراب
لا من مُعزي عزوةً ولا أصحاب
.
عِشقٌ مُصيبةً لامفر منهُ والإنسحاب
ملكت منه العيون والقلبُ حاب
.
هاجرت ووجهُها وراء البِحار غاب
لجأتُ إلى الصبرِ وما الصبرِ إلا سراب
.
كُنتُ حزيناً وهيَ بقُربي أنتظرُ الإقتراب
بِتُ عليلً لفُراقِها والحُزنُ باتَ عذاب
.
أبكِ والعيونُ لم تقِفُ يوماً عن النداب
أطرقُ أي بابٍ وليس لي بالدُنيا باب
.
كيفَ أستريحُ والراحةُ باتت هباب
وكيفَ أصبرُ وقد فقدتُ الأسباب
.
أطلبُ النوم من العيون والطلبُ خاب
فكيف أنام والشوقُ حولي ذِئاب
.
هُدى أنا أسيرُكِ وعِشقُكِ البواب
قلبي مُعلقٌ بِهواكِ وعندُكِ الجواب
.
أوصيكَ يا قلبي بالحُزنِ لا بالعذاب
.