إستاد الإسكندرية أول ملاعب الشرق و 96 عامًا من المجد و كتابة التاريخ
الإسكندرية | محمد الزناتى

إستاد الإسكندرية أول ملاعب الشرق و 96 عامًا من المجد و كتابة التاريخ
الإسكندرية | محمد الزناتي
وُلد المجد وسُطرت الأساطير في قلب عروس البحر الأبيض المتوسط، حيث يلتقي عبق التاريخ بعنفوان الرياضة، ينتصب شامخًا استاد الإسكندرية الرياضي الدولي ،كأحد أعرق وأقدم الملاعب في العالم العربي وأفريقيا ، إنه ليس مجرد ملعب، بل شاهد حي على قرون من المجد الرياضي، ومنارة أضاءت سماء الكرة المصرية والإفريقية بمحافل لا تُنسى وذكريات لا تمحى.
🔹️تاريخ يفوح منه المجد
تأسس إستاد الإسكندرية عام 1929، ليكون بذلك أول استاد في مصر وإفريقيا والشرق الأوسط على الطراز الأوروبي ، ومنذ لحظة افتتاحه، لم يكن مجرد مبنى بل صرح يحمل روح أمة ، وعنوانًا للتطور الرياضي في مصر الحديثة.
كان هذا الاستاد على مدار ما يقرب من قرن ، مسرحًا لبطولات كبرى ومواجهات شرسة، استضاف خلالها أبطالًا حقيقيين رفعوا راية مصر عاليًا ، وسط تصفيق الجماهير وهتافاتهم التي لا تزال تتردد في أروقة المكان التاريخي لعروس البحر الأبيض المتوسط.
🔹️أرض تحتضن أبطالها
احتضن استاد الإسكندرية عددًا من الفرق العريقة، وكان الملعب الرئيسي لفرق الإسكندرية الكبرى ، وعلى رأسها :
نادي الاتحاد السكندري (سيد البلد) وأحد أقدم وأعرق الأندية في مصر و مباريات نادي سموحة الرياضي و النادي الأوليمبي السكندري العريق بطل الدوري المصري عام 1966.
كما كان الاستاد شاهدًا على مباريات تاريخية في كأس الأمم الإفريقية، كان أبرزها نسخة 2006، حيث انطلقت من هنا شرارة البطولة التي حصدتها مصر بقيادة المعلم حسن شحاتة.
🔹️تجديدات تبث الحياة من جديد
لم يكن استاد الإسكندرية جامدًا في مكانه، بل خضع لعدة مراحل من التجديد والتطوير، أبرزها في السنوات الأخيرة، حيث تم تحديث أرضيته وزيادة سعة المدرجات، وتطوير مرافقه لتتناسب مع المعايير الدولية العالمية ، واليوم يستوعب الاستاد قرابة 20,000 مشجع في أجواء مبهرة من الحماس والانضباط حين يتواجد الجماهير .
🔹️ذكريات لا تُنسى
من لا يذكر لحظة تسجيل الهدف الحاسم في شباك الكاميرون عام 2006؟ ومن لم يهتز قلبه على وقع أناشيد الجماهير السكندرية وهي تشجع فريقها في الديربيات العريقة ،هذا الاستاد شهد أفراحًا وأحزانًا، انتصارات دامعة وهزائم مشرفة، لكنه بقي شامخًا، كالحصن الذي لا ينكسر.
أهداف زعيم الثغر في الستينيات والسبعينيات بأقدام العظماء بوبو و الجارم و الكابتن محمد دياب العطار الديبة رحمة الله عليه من قبلهم و أحمد صالح و من بعدهم أحمد ساري و يوسف حمدي و تشيرنو مانساري و محمد شرف و شرف الكبير و أسماء رنانه أخري.
مئوية نادي الاتحاد السكندري في عام 2014 أمام فريق سبورتنج لشبونه البرتغالي و التعادل الإيجابي لزعيم الثغر كأول فريق مصري يتعادل فيل مئويته في مباراة شهدت حضور جماهيري كامل مكتمل لمدرجات ملعب اللقاء .
🔹️قيادات صنعت الفارق
مر على إدارة الاستاد رجال عظام، كان لهم الفضل في الحفاظ على رونقه، وتطوير بنيانه، ورفع رايته. منهم من عمل في صمت، ومنهم من قاد بحكمة، لكن جميعهم كانوا جنودًا في خدمة الرياضة المصرية. نذكر بكل تقدير وإجلال بعضًا منهم:
اللواء عبد العزيز نصير، أحد أبرز القادة الإداريين الذين أرسوا قواعد الانضباط والتنظيم المثالي و اللواء طارق حسن، الذي ساهم في إدخال النظم الذكية لتأمين الملعب و آخرهم اللواء هشام لطفي وغيرهم كثيرون ممن كتبوا أسماءهم بحروف من ذهب في سجل الرياضة المصرية.
🔹️رسالة فخر من قلب الإسكندرية
إن استاد الإسكندرية ليس فقط رمزًا للرياضة، بل هو قلب نابض بثقافة المدينة وتاريخها. هو الملعب الذي يفيض بالحماس كلما دخلت الكرة منطقة الجزاء، والذي يهتز بأقدام اللاعبين وبصوت الجمهور الذي لا يهدأ .
من هنا مرت أقدام العمالقة، ومن هنا صدحت حناجر العاشقين. هذا هو استاد الإسكندرية، جوهرة لا تنطفئ، ومسرح لا تغلق ستائره.
فلنقف جميعًا إجلالًا لهذا الصرح، ولنحافظ عليه كرمز لوحدتنا، وفخرًا لأجيال قادمة تستحق أن تعرف أن المجد يبدأ من هنا ،، من قلب الإسكندرية.
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.