
إليه
إليها سألتُها عن همومِ النفسِ في ليلِها،
وعن شجونٍ تُذيبُ الصمتَ في طيفِها.
همستْ بخفْتٍ، وفي عينيْنِ لو نظرتا
رأيتَ نارَ الهوى في عمقِ مقلَتِها.
وكتمتِ الحزنَ خوفَ البوحِ في كبِدٍ
وصانَ وجْدُ الهوى سرًّا بأضلُعِها.
أدري بأنِّي جرحتُ الصبرَ في لحظَةٍ
فكانتِ الدمعُ شكوى من تفجُّعِها.
مزّقتُ بالألفاظِ أمنًا من سكينتِه،
فأيقظَ الجُرحُ نارَ الشوقِ في دمِها
يا ليتَها تدركُ الأشواقَ في نَفَسي
وتعلمُ الشوقَ ما بي في توجُّعِها.
تُخفي الجراحَ وتُبقي الحزنَ في كبِدٍ
كأنَّ ليلَ الأسى يسري على فمِها.
لكنْ إذا نادَها قلبي تُجيبُ لهُ،
وتُشرقُ البِشرُ بينَ الروحِ والنَّغَما.
قالتْ: سعادَتُها أن تُستظلَّ بِهِ،
فما لحياتي رجاءٌ دونَ مبسمِها
يا مَن سكنتَ الفؤادَ، الروحُ خافقةٌ،
ولستُ أرجو سِوى دفءِ الذي بها.
قد اخترقتُ الحُجُبَ السوداءَ من ولهٍ،
وصرتُ أنغامَها، واللحنَ في فمِها.
تبقى الروحُ تُنادي باسمِها أبدًا،
ويُورِقُ القلبُ حينَ تمرُّ أنفاسُها.
إنَّ القربَ منها دواءٌ في محبّتِها،
وبحضنِها تُزهرُ الأيامُ، والدُّنْيا بها.
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.