اتعيب الخالق ام المخلوق

اتعيب الخالق ام المخلوق

كتبه نادية احمد

ان التنمر ظاهرة قد انتشرت وبشكل مبالغ فيه فى الاونة الاخيرة ومحاولة الاقلال من قيمة الاخرين اصبح مهنة على مواقع التواصل الاجتماعى فكل انسان يريد ان يكون معروفا او مشهورا فالاداة والطريق الاوحد له هو التنمر على غيره وذكر اشياء عنه قد لا تكون فى هذا الشخص ولكن هو يريد الشهرة دون اى اعتبارات اخلاقية او دينية
يقول الله تعالى في سورة الحجرات ( قال الله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾

هنا نجد ان الله تعالى قد جعل السخرية من الاخرين فى بداية اسلوب النهي لما لها من اثر عظيم على الشخص فالسخرية والتنمر على الاخرين قد تدفعهم الى العزلة وعدم التعامل مع الغير كما تصل عند بعض الاشخاص الى انهاء حياتهم هربا من السخرية والتنمر
تقول احداهن عندما تعرضت للتمر ((لا تعيرني بأمر لا أملكه، بل عيرني بأمر لي يد فيه، اخلاقي، سلوكي، تعليمي، نظافتي، أمانتي، اجتهادي…الخ هذه امور بيدي وانا من صنعها، يمكنك ان تقول لي ألف مرة حسِّني اخلاقك، لا تكذبي، اجتهدي، ارفعي علاماتك، زيدي الاهتمام بنظافتك، ولكن لا يمكن ان ازيد طولي 10 سم، او يصبح انفي كذا وكذا..))
قال بعض السلف فيمن يعيب على الناس في خلقتهم:أتعيب الخالق أم تعيب المخلوق؟ فعيب المخلوق في شكله هو في الحقيقة أذية لله ﻷن الذي خلقه هو الله)
من يجرؤ عل ايذاء الله ومن يجرؤ علي معاداه الله فى السخرية علي خلقه
فيا من تتنمر علي خلق الله وتسخر من غيرك وتحط من شأنهم لسبب ما فى قلبك او بسبب نواياك الخبيثة تأدب مع من خلق أتعيب الصنعة أم تعيب الصانع
ثم ان هذا الشخص الذى تسخر منه قد يكون عند الله افضل واتقى منك ولو اقسم على الله لابره كما قال رسولنا الكريم رُبَّ أشعثَ أغبرَ مدفوعٍ بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره. اذا فالجنة ليست بالشكل .والتقوى ليست بالكلام المنمق الجميل ولكن بالقلب النقي والنوايا الطيبة
وحبك للخير وان تتمنى الخير لغيرك وان لا تكسر احدا او تقلل منه امام الآخرين او امام نفسه

اتعيب الخالق ام المخلوق