اعتصام الالاف في النيجر لمطالبه فرنسا بسحب قواتها
اعتصام الالاف في النيجر لمطالبه فرنسا بسحب قواتها
متابعة/ أيمن بحر
فى الوقت الذى يتوقع أن تؤدى تلك التطورات المتسارعة إلى تضاؤل نفوذ باريس على مستعمراتها السابقة فى غرب إفريقيا مع تزايد الانتقادات الشعبية.
تحدث خبراء ومراقبون فى الشؤون الأمنية والسياسية بإفريقيا عن السيناريوهات المنتظرة والخطوة التالية فى النيجر بعد أحداث السفارة الفرنسية والقاعدة العسكرية والتى حددها بعضهم فى إمكانية حدوث وساطة أميركية أو من طرف ثالث أو تفاقم الأوضاع ما يُنذر بخروجها عن السيطرة.
انتهت الأحد المهلة التى حددها المجلس العسكرى الحاكم فى النيجر لباريس من أجل إنهاء وجودها الدبلوماسي والعسكرى فى البلاد.
دخل الآلاف فى اعتصام مفتوح أمام القاعدة الفرنسية الرئيسية فى ضواحي العاصمة النيجرية بمشاركة عدد من أعضاء المجلس العسكرى الجديد.
شن النظام العسكرى فى النيجر هجوما لفظيا جديدا ضد فرنسا متهما باريس بـ التدخل الصارخ عبر دعم الرئيس المخلوع محمد بازوم.
فى 3 أغسطس أعلن المجلس العسكرى إلغاء اتفاقات عسكرية عدة مبرمة مع فرنسا تتصل خصوصا بتمركز الكتيبة الفرنسيّة التى تنشر 1500 جندى فى النيجر للمشاركة فى محاربة الإرهاب والجماعات المتطرفة.كما سحبت النيجر الحصانة الدبلوماسية والتأشيرة من السفير الفرنسي سيلفان إيتيه وطلبت منه مغادرة البلاد بموجب أمر من وزارة الداخلية صدر الخميس وقرار من المحكمة العليا فى نيامى الجمعة.
لكن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون أشاد بعمل إيتيه مشيراً إلى أنه لا يزال موجوداً فى السفارة فى نيامى رغم منحه مهلة 48 ساعة.
قالت وزيرة الخارجية كاثرين كولونا في مقابلة مع صحيفة لوموند إنه ممثلنا لدى السلطات الشرعية فى النيجر مضيفة: لا يتعين علينا الرضوخ لأوامر وزير لا يتمتع بشرعية مؤكدة أن باريس تضمن قدرته على مواجهة ضغوط الانقلابيين بأمان تام.
تنص المادة 22 من اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية لعام 1961 على أن مبانى السفارات مصونة وأن مسؤولى ومواطنى الدولة المضيفة لا يجوز لهم دخولها إلا بموافقة رئيس البعثة (الدبلوماسية)
وحدد مدير مركز التحليل السياسى العسكرى فى معهد هدسون ريتشارد وايتز فى تصريحات خاصة رؤيته للموقف الراهن فى النيجر بالقول:
قد تمضى الأمور إلى سيناريو سيئ لفرنسا ثم الولايات المتحدة بأن يجدوا أنفسهم مُجبرين على سحب قواتهم والاستجابة للضغوط الداخلية كما هو الحال فى مالى.
هناك عواقب سيئة فى الغالب لاستمرار هذا الوضع الذى يعنى مزيدا من التراجع فى النفوذ الفرنسى ومنح نفوذ أكبر لروسيا والصين وإضعاف الديمقراطية النيجيرية وجهود مكافحة الإرهاب.ويرصد مدير مركز رصد الصراعات فى الساحل الإفريقى محمد على كيلانى طبيعة الأوضاع الحالية فى النيجر وتداعيات استمرارها فى عدد من النقاط:
فيما يخص مصير السفير الفرنسى جرى قطع خدمات الماء والكهرباء عنه كما أصدر القضاء مذكرة قضائية بإخلاء المنزل ومغادرة البلاد وهذا يعتبر رسميا غطاءً قانونياً لطرد السفير رغم الممانعة الفرنسية.
أما بخصوص القاعدة العسكرية فلا تزال حشود المتظاهرين أمامها تزداد يوما تلو الآخر وتطالب الجنود الفرنسيين مغادرة البلاد وهو الأمر الذى انعكس على الداخل الفرنسى والذى بدأت فيه مجموعات فرنسية بالقول إن النيجيريين هم من يحددون مصير علاقتهم مع فرنسا وليس ماكرون.
في الوقت نفسه نرى تناقضا فرنسياً حدث فى أزمة الانقلابات العسكرية الإفريقية وهو أن السفير الفرنسى فى الغابون أجرى لقاء مع الانقلابيين هناك.
اعتصام الالاف في النيجر لمطالبه فرنسا بسحب قواتها
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.