الأزهر منار الدين لا..تحصين و لا..تكوين
بقلم/ محمد سمير خيال
الأزهر منار الدين لا..تحصين و لا..تكوين
لذلك ستجد أن في طريق الدولة للتطوير في مجال التعليم والصحة والزراعة والصناعة هناك من يتربص لها ويدخل من باب الدين ليثير الفتن.
الكثيرمن المصريين وغيرهم في البلاد العربية او الأجنبية يتابع بشغف أخبار عن ظهور جماعة تسمى (تكوين) تدعي أنها مؤسسة هدفها التنويروالتجديد للفكر على الرغم بأن أغلب الجمهور يرى أنها مركز لنشر اللادينية لأن معظم أعضائها وبرامجهم لاتخلو من الطعن في التراث الديني والأدبي والتشكيك في الاحاديث وسب الرموزالتاريخية والدينية والاستهزاء بشعائردينية والطعن في الرواة والتهجم على الكبارالمشايخ والعلماء .
وفي الجانب الآخر قامت الجماعات السلفية بعمل فريق موازي للرد على (تكوين) وأطلقوا عليه اسم (تحصين) ومن المعروف عنهم أنهم يقولوا أنهم يسيروا على منهج السلف الصالح لكن يختلفون في بعض الأمور الدينية مع الازهر الشريف.
لذلك ستجد أن التيارات المتشددة في الدين تنظر إلى مؤسسة الأزهر الشريف على أنها متساهلة وتتهمها بالتفريط في الدين ثم على الجانب الأخر ستجد ان التيارات المتشردة في الفكر تنظر إلى مؤسسة الأزهر الشريف على أنها متطرفة وتتهمها بالإفراط في الدين والجمود.
لكن الواقع أن مؤسسة الأزهر الشريف وعلى مدار أكثرمن 1000 عام مضت معروف بأنه منارة العلم والدين ويتبع الوسطية للإسلام ويقدم خدماته للمسلمين وغيرهم ويؤكد على قيم المواطنة والتعايش السلمي ويرفض العنف والتمييز.
إن مصر هي أرض الإله كما عرفت من قديم الزمان (جب تا) وليست حقول تجارب لدول أخرى تارة يصدر إلينا المنهج المتشدد داخل غلاف اتباع السلف وتارة يصدرإلينا المنهج المتحرر داخل غلاف التنوير والإصلاح.
إن تلك الخلافات في الناحية الدينية ستؤدي إلى فتن طائفية وتطرف وعنف وتقسيم الوحدة الوطنية والإنحراف للأسف.
المواطن السليم هو من يحترم دستور بلده لذلك نجد مانص عليه في الباب2 الفصل1 المادة7 :
((الأزهر الشريف هيئة إسلامية علمية مستقلة،يختص دون غيره بالقيام على كافة شئونه ،وهو المرجع الاساسيفي العلوم الدينية والشئون الإسلامية،ويتولى مسؤلية الدعوة ونشر علوم الين واللغة العربية في مصر والعالم)).
من تصريحات د.علي الأزهري وهومن علماء الأزهر الشريف الذي قال (إن تكوين تضم أشخاص يشككون في السنة والعقيدة) فكيف نأخذ منهم علم ودين؟!
-من الغريب أن نقرأ تصريحات من أعضاء مؤسسة تكوين يقولون فيها إن كل من يهاجم مركزهم لايعرفون شيئاً وهذا أمر مضحك لأن الكثير شاهد برامجهم وهناك من قرأ مقالاتهم وكتبهم وفهم أساليبهم الملتوية كالثعبان والمتلونة كالحرباء.
ضمت المؤسسة فريق مكون من ست أعضاء ومن أبرز تصريحاتهم:
يوسف زيدان :صلاح الدين من أحقر شخصيات التاريخ، المسجد الأقصى المذكور بالقرآن ليس الموجود في فلسطين.
إبراهيم عيسى:رحلة المعراج قصة وهمية،والشيخ الشعراوي متطرف ومنافق للسلاطين.
إسلام بحيري:من أحاديث البخاري ماهو منافي للعقل ،الشيخ بن تيمية مفتي الدم وسفاح الكون.
فراس سواح:باحث سوري قال إن الحجاب ظاهرة تخلف وليس فريضة،ولاحياة بعد الموت، والجنة والنارمسائل رمزية.
نايلة أبي نادر:باحثة لبنانية قالت إن تقديس التراث يعد إنغلاق،طوفان الأقصى هو استغلال سياسي للقضيةالفلسطينية.
ألفة يوسف:باحثة تونسية قالت أن زواج المسلمة بالكتابي أمر عادي، حور العين هي قصص وهمية.
أما بالنسبة فاطمة ناعوت قالت في أحد تصريحاتها على وسائل التواصل الاجتماعي بأناه ليست من مجلس الأمناء في تكوين لكن هي فقط مساهمة بتقديم البودكاست .ومن أبرزتصريحاتها والتي عرضتها لتهمة ازدراء الاديان في عام 2016 :عيد الأضحى مذبحة تتكرر كل عام.
أود أن أوضح نقطة هامة وهي: إن حرية التفكير لا تعني ازدراء الأديان وهدم الثوابت والتشكيك في التراث ومهاجمة الرموز والشخصيات الدينية والتاريخية.
المواطن السليم هو من يحترم دستوربلده الذي ينص في الباب3 المادة51:
المواطنون لدى القانون سواء،وهم متساوون في الحقوق والحريات والواجبات العامة،لاتمييز بينهم بسبب الدين،أوالعقيدة،أوالجنس،أوالأصل،أو العرق،أو اللون،أواللغة،أوالإعاقة، أوالمستوى الإجتماعي،أوالانتماء السياسيأوالجغرافي،أولأي سبب آخر.التمييزوالحض على الكراهيةجريمة،يعاقب عليها القانون.
وفي الختام.حفظ الله مصرورعاها وحفظ الأزهرالشريف منارة الدين.
الأزهر منار الدين لا..تحصين و لا..تكوين
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.