مقالات ووجهات نظر

الإخوان يستخدمون”ورقة الصوفية” كأداة لتوجيه الصراع وتخفيف الضغط.

بقلم /أحمد الفاروقى 

الإخوان يستخدمون”ورقة الصوفية” كأداة لتوجيه الصراع وتخفيف الضغط.

الإخوان يستخدمون"ورقة الصوفية" كأداة لتوجيه الصراع وتخفيف الضغط.

​في عالم السياسة، تُعد “إستراتيجيةالتشتيت” (Diversionary Strategy) من أقدم الوسائل التي تلجأ إليها التنظيمات عند إشتداد الأزمات حولها. وما نشهده اليوم من محاولات تنظيم الإخوان المسلمين توجيه سهام النقد والحملات الإعلامية نحو “الصوفية” ليس مجرد خلاف فقهي عابر، بل هو تحرك مدروس يهدف إلى نقل المعركة من مربع “الفشل السياسي” إلى مربع “الجدل العقدي”.

​و صناعة “العدو البديل” للهروب من الاستحقاقات 

ف​عندما تواجه الجماعة حملات قوية تكشف هيكليتها أو إخفاقاتها في إدارة الحكم أو إرتباطاتها الدولية، يصبح من الضروري إيجاد “خصم” يسهل تأليب القواعد المتدينة ضده. والصوفية هنا تمثل الهدف المثالي؛ فهي تمتلك طقوساً وممارسات يمكن استقطاعها من سياقها لإظهارها كـ “خروج عن الدين”، مما يجعل الجمهور ينشغل بمناقشة “القبور والحضرة” بدلاً من مناقشة خياناتهم لأوطانهم ومصادر أموالهم .

كما يقومون بمغازلة القواعد السلفية: جسر العودة للساحة

​يعاني الإخوان حالياً من عزلة سياسية وشعبية، لذا فهم يبحثون عن حلفاء “بالضرورة”. من خلال مهاجمة الصوفية، يرسل الإخوان رسالة غزل صريحة لتيارات السلفية التقليدية (التي تكن عداءً تاريخياً للصوفية). الهدف هنا هو​توحيد الصف “الإسلاموي”: خلق عدو مشترك يعيد اللحمة للتيارات الراديكالية.

و​استعادة الحاضنة: محاولة إقناع الشباب المتدين بأن الإخوان هم حماة “التوحيد” في وجه “البدع” 

​وذلك للعمل على ضرب الظهير الشعبى 

​في العديد من الدول العربية (مصر، السودان، المغرب، وليبيا)، وذلك لأن الطرق الصوفية تمثل ثقلاً اجتماعياً هادئاً يميل عادةً إلى دعم مؤسسات الدولة الوطنية والإستقرار.

و​بمهاجمة الصوفية، يحاول الإخوان تفتيت هذا الكتلة الشعبية.

و​يهدف الخطاب الإخواني إلى تصوير الصوفية كـ “أداة في يد السلطة”، وذلك لنزع الشرعية الدينية عن أي تيار يرفض منهج الجماعة الصدامي.

​ويعتمد قادة الفكر المتطرف على سيكولوجية “الاستعلاء الإيماني”

​حيث تتظاهر الجماعة في تماسكها الداخلي على شعور أفرادها بأنهم “الصفوة” أو “الجماعة الناجية”. عندما يتم تصوير الصوفية على أنها ممارسات شعبوية غارقة في الخرافات، يزداد شعور العضو الإخواني بالاستعلاء العقلي والديني، مما يمنحه حصانة نفسية ضد النقد السياسي الموجه للجماعة؛ ففي نظره “نحن نخطئ في السياسة، لكننا على الأقل لسنا مبتدعة”.

​ويختارون التوقيت الإستراتيجي المناسب لتوجيه 

​ هذه الحملات عادةً في فترات

​المراجعات الكبرى: لإشغال القواعد عن توجيه الأسئلة للقيادات حول الفشل الإستراتيجي.

​ أو التغيرات السياسية لمحاولة صبغ المشهد بصبغة دينية بحتة تستقطب العواطف لا العقول.

​ونقول ​إن محاولة تحويل الدفة نحو الصوفية هي عملية “تسييس للدين” بإمتياز، تهدف إلى خلق دخان كثيف يغطي على تراجع المشروع السياسي للجماعة. هي معركة “وهمية” تُستحضر من كتب التاريخ لتغطية هزائم الحاضر، ومحاولة لجر المجتمع إلى إنقسام طائفي يشغله عن قضاياه الحقيقية. ولكن لن ينجحوا فى مصر أبدا لأن شعبها على وعى تام ومصر دولة وسطية وأهلها فى رباط إلى يوم القيامة لن تمزق وحدتها المخططات ولن تعود لبراثن الإرهابيين مرة أخرى مهما كانت المؤامرات وخاصة أن العالم كله يعرف حقيقتهم ومدى زيفهم وإدعاءتهم الكاذبةوشعب مصر 

معروف بمحبته لأل بيت النبى صل الله عليه وسلم وأولياء الله الصالحين ولكن الفكر المتطرف دائما يأخذ الأمور بالظواهر ليبنى عليها أسبابه ونسوا أنهم من أدوات الغزو الفكرى التى أفرغت الدعوة الإسلامية من مضمونها السمح وكانوا سببا فى الإساءة للإسلام بالتشدد والتطرف واليوم أنقلب السحر على الساحر وتحولت الدول الداعمة لهم بعد إخفاقهم إلى ملاحقة لهم وبات المجتمع الدولى يصنفهم إرهابيون وهذه هى الحقيقة 

ورغم دعواتهم وأحاديثهم عن الجهاد لم يرى المجتمع المسلم لهم أى جهاد ضد أعداء الدين 

بل وجدهم متسلطون على تمزيق أوطانهم وتركيع أمتهم وإطلاق الإشاعات والأكاذيب ضد دولهم وهذا ما حدث فى سوريا وهو ما يؤكد علاقة المتطرفون بالصهيوأمريكية فما يحدث من إحتلال إسرائيل لأجزاء من سوريا وإنتهاكها لأراضيها وإعتراف أمريكا بضم هضبة الجولان المحتل لإسرائيل 

يؤكد حجم المؤامرة والتى نفذها أحمد الشرع وأتباعه المتطرفون لصالح الصهيوأمريكية كاد هذا السيناريو أن يحدث فى مصر فى عهد مرسى وتسلم سيناء لإسرائيل ولكن المخابرات المصرية والقيادة العسكرية كانت على وعى تام وأفشلت هذا المخطط وهو ما جعل رئيس الوزراء الإسرائيلي يتهم جماعة الإخوان 

با لإخفاق وما شاهدناه من معارك توعد بها الإخوان على أرض سيناء شاهد عيان على هذا المخطط الذى تصدت له الإرادة المصرية ونجحت قواتنا المسلحة الباسلة فى دحر إرهابهم وأستولت على أسلحتهم وأجهزتهم وأزال الله شوكتهم من ظهر الأمة وعادت مصر لأهلها بعد إختطافها من قبل جماعة الإخوان إلى غير رجعة٠

حفظ الله مصر قيادة وشعبا

 

الإخوان يستخدمون”ورقة الصوفية” كأداة لتوجيه الصراع وتخفيف الضغط.

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading