رياضة

الإصابات لم تكن عائقًا.. محمد راضي أول مدرب مصري يكتب التاريخ في اليابان (خاص)

حوار آيه حجاج

الإصابات لم تكن عائقًا.. محمد راضي أول مدرب مصري يكتب التاريخ في اليابان (خاص)

حوار: آية حجاج 

شق الكابتن محمد راضي طريق النجاح بأسلوبه الخاص وطريقته البارعة، إذ أنه لم يستسلم يومًا ما للسقوط، ولم تكن الإصابات نهاية مشواره، بل كانت بداية لرحلة مليئة بالشغف و الإثارة نقلته من الملاعب المصرية إلى منصات التتويج اليابانية، ليصبح أول مدرب مصري في الإتحاد الياباني، لذلك سلطت جريدة “المساء العربي” الضوء على صاحب الإنجاز التاريخي وأدارت حوارًا مميزًا للتعرف على مسيرة الفرعون المصري.

وجاء نص الحوار مع الكابتن محمد راضي كالتالي:-

س: في البداية حدثنا عن رحلتك مع كرة القدم بمصر أولاً، ثم كيف كانت رحلتك من مصر إلى اليابان؟

أنا خريج كلية تربية رياضية جامعة حلوان، كنت لاعبًا سابقًا في نادي الداخلية وحدثت إصابة أبعدتني عن الملاعب (كسر في الترقوة). 

تابع: هويت اللغة اليابانية من أخي الذي كان يعمل في السياحة، لذلك تعلمتها في المركز الثقافي الياباني بالسفارة في القاهرة، ثم عملت في مجال السياحة أيضًا بعد إتقانها، من خلالها أتيحت لي زيارة البلاد الآسيوية ومنها اليابان، حينها قررت الإستقرار هناك.

أضاف: رغم ذلك لم أنسى معشوقتي كرة القدم، وأتيحت لي الفرصة للعب في دوري الشركات لبعض الأندية، لكن أصيبت مرة أخرى بالرباط الصليبي وأجريت عملية، ثم بعد ذلك مارس أبنائي كرة القدم في أحد الأندية اليابانية.

أكمل: حين ذلك الوقت علم مدربو النادي بأني لاعب كرة سابق في مصر، وطلبوا أن أكون مساعدًا لهم، ثم أنتقلت إلى عدة أندية أخرى آخرها نادي AFC تويوتا، قبل الإنتقال إلى ناديه الحالي.

الإصابات لم تكن عائقًا.. محمد راضي أول مدرب مصري يكتب التاريخ في اليابان (خاص)

س: ما الذي دفعك لخوض تجربة احترافية تدريبية في اليابان، وهل كنت محدد استقرارك باليابان أم جاء بالصدفة؟

جـ: أولا تدابير من الله وفضله، ثانيًا ممارسة أبنائي كرة القدم في اليابان وطلب ناديهم أن أكون مدربًا مساعدًا بدأت التنقل بين الأندية اليابانية، حتى أتيح أمامي عرض النادي الحالي AS Kariya في الدرجة الثانية، استطعت التتويج رفقتهم باللقب ودرع الدوري، إضافة إلى الصعود لدوري المحترفين الدرجة الأولى الذي يتم الصعود منه إلى دوري الأضواء.

س: ما هي أصعب التحديات التي واجهتك في بداية عملك الكروي بثقافة مختلفة، وكيف تغلبت على صعوبة التواصل واللغة؟

جـ: بالنسبة للغة فقد تعلمت كما ذكرت من قبل في المركز الثقافي الياباني التابع للسفارة اليابانية بالقاهرة، وعندما بدأ أبنائي ممارسة كرة القدم وجاءني عرض أن أكون ضمن قائمة المدربين في النادي الملتحق به أولادي، وعندما طلبوا بأن أكون مساعداً لهم، كان يجب عليه أخذ رخصة التدريب، حتى يتسنى لي الوقوف والجلوس على مقعد المدرب لقيادة أي فريق، لذلك تقدمت لأخذ الرخص وأصبحت والحمد لله أول مصري وعربي يحصل عليها من الاتحاد الياباني.

س: كيف حصلت على شهادة التدريب في اليابان، وهل كان الأمر صعب؟

جـ: عندما علم مدربي أولادي عرضوا علي الإنضمام لهم، ومن هنا كان عليّ إذا أردت الوقوف على الخط لتوجيه اللاعبين أن آخذ رخص التدريب، وهنا في اليابان عامة لممارسة أي نشاط مهني يتوجب أخذ الرخصة المناسبة حتى لا تقع تحت طائلة القوانين ومخالفة المعايير المأخوذ بها. 

واصل راضي حديثه: وعلى سبيل المثال وليس الحصر حتى يتسنى للقراء معرفة مدى الصعوبة، تعتبر رخصة قيادة السيارة في اليابان من أصعب الرخص في العالم، وإذا أردت رخصة لأي شيء يجب التقدم لاختبارات مثل كل المتقدمين، سواء كان لديك خبرة أم لا، ويفضل من لديه الخبرة السابقة في المجال. 

أستكمل: ويأتي الدور الفيصل للمحاضر من الاتحاد الياباني لكرة القدم، فعند التقديم يتم اختبار عملي داخل الملعب، بعدها يبدأ المحاضر من الاتحاد الياباني لكرة القدم الإبداء برأيه، أي أن هذا الشخص سيفيد هذا المجال أم لا، ويتم القبول أو الرفض للتقديم والحصول على الرخصة.

أردف: في النهاية تأتي دراسة الرخصة نفسها، والتي تقتضي دراستها بما يقرب من عام كامل من مذاكرة أو امتحانات عملي ونظري، وبالطبع أنا هنا بجانب كل ذلك أجنبي، وكل الرخص بالطبع باللغة اليابانية، والتي يتم الاختيار من بين مئات المتقدمين اليابانيين بالطبع والذين يتم تصفيتهم، والحمد لله رب العالمين كان يتم اختياري دائماً.

الإصابات لم تكن عائقًا.. محمد راضي أول مدرب مصري يكتب التاريخ في اليابان (خاص)

س: هل لديك عروض تدريبية في الفترة الحالية سواء في مصر أو اليابان أو غيرها؟

جـ: الحمد لله رب العالمين حققت نجاحًا كبيرًا هنا في اليابان، ولكن أتطلع لتحدٍ جديد خارج اليابان، تأتي بعض العروض ويتم دراستها عن كثب، وفي حالة وجود عرض مناسب سيتم دراسة العرض، وإن كان مناسبًا لطموحاتي سيتم الموافقة عليه، لا يوجد سقف للطموح، أنا أحب العمل تحت خطة وهدف واضح للجميع.

س: بما أنك كنت لاعبًا في صفوف نادي الداخلية، كيف تصف تجربتك هذه؟

جـ: بيتي الذي أكن له بالفخر والاعتزاز، وأفتخر دائمًا أني كنت جزءًا منه، ولكني لم أقم بزيارة النادي منذ فترة طويلة، وإن سنحت لي الفرصة عند زيارة مصر سأقوم بها، وتمنياتي للنادي الصعود لدوري الأضواء العام القادم بإذن الله تعالى.

س: كيف ترى مستوى الكرة المصرية في الفترة الحالية؟

جـ: أعتقد عندما تريد معرفة مستوى كرة القدم في دولة معينة ننظر لمستوى الدوري لديهم ومستوى المنتخب، ومن ثم عندما ننظر للدوري العام الماضي نجد أنه كان لا يستطيع أحد تحديد البطل حتى آخر جولة، وهذا جيد، ولكن كان لي تحفظ على فكرة المجموعتين، أما بالنسبة للمنتخب، فمع التوأم حسام وإبراهيم حسن أتوقع تحقيق ما تتمناه جماهير الكرة المصرية.

س: بعد نهاية الجولة الأولى من الدوري الموسم الجديد، ما رأيك في أداء الأهلي والزمالك وماذا ينقص القطبين؟

جـ: حمى البدايات لكل الفرق ومحاولة إثبات الذات من الجولة الأولى لا تكون معيارًا لمعرفة قوة الفريق أو ضعفه، وهو ما يقع فيه رؤساء وأعضاء مجالس إدارات الأندية، فالاستعجال على النتائج هنا لا نرى، ولا يتم تغيير المدرب في حالة سوء النتائج في المباريات الأولى على الأقل. 

أضاف: فلا أستطيع القول إن هذا النادي (الأهلي أو الزمالك) قوي هذا الموسم أو ضعيف من أول جولة، وإن كنت كمدرب أقول “الفوز من أول لقاء يحسم أشياء كثيرة”.

الإصابات لم تكن عائقًا.. محمد راضي أول مدرب مصري يكتب التاريخ في اليابان (خاص)

س: برأيك، ما الذي ينقص الكرة المصرية للوصول إلى مستويات جيدة الفترة المقبلة؟

جـ: نحن في مصر نحتاج خطة طويلة الأمد تكون هدفًا ومعروفة للجميع، للارتقاء بمستوى الدوري المصري، ورفع القيمة التسويقية له، مع تطوير مستوى اللاعب المحلي، واستقدام لاعبين محترفين من الطراز الأول حتى يرتفع مستوى اللاعبين المحليين، ورفع مستوى المدرب الوطني. 

أكمل: بالإضافة إلى ورش عمل تنشيطية للمدرب، ليكون على دراية بكل ما هو جديد في عالم كرة القدم، كل هذا بالتبعية سيصب في مصلحة المنتخب الوطني، وهذا ما يتبعه الاتحاد الياباني لكرة القدم.

س: إذا أتيحت فرصة ضم لاعب من الدوري المصري إلى ناديك الذي تدربه، فمن تختار؟

جـ: لم لا، ولكن أيضًا من أختار سيتوقف على ما يحتاجه فريقي وفي أي مركز، وإن كنت أرى أنه يوجد لاعبون جيدون داخل الدوري المصري يستطيعون الاحتراف الخارجي إن أتيحت لهم الفرصة.

س: من هو قدوتك في عالم التدريب، وما النصيحة التي تقدمها لأي مدرب شاب؟

جـ: قدوتي في عالم التدريب، وأيضًا نصيحتي لأي مدرب شاب، هي “علم التدريب” نفسه، كل يوم هناك متغيرات تثير الشغف للتعلم أكثر فأكثر، لكيفية إيجاد الأمثل لفريقي سواء في التدريبات أو لتستطيع الوقوف على الخطوط لقيادة الفريق لانتصارات جديدة وإحراز ألقاب.

 

 

 

 

الإصابات لم تكن عائقًا.. محمد راضي أول مدرب مصري يكتب التاريخ في اليابان (خاص)


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading