مقالات ووجهات نظر

الإنسان من بطن أمه إلي القبر

الإنسان من بطن أمه إلي القبر

الإنسان من بطن أمه إلي القبر

بقلم/ محمـــد الدكـــروري

اليوم : السبت الموافق 11 نوفمبر 2023

الإنسان من بطن أمه إلي القبر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله الطيبين وصحبه أجمعين، إن هناك بعث وحساب حيث يعرف البعث بأنه إعادة جسم الإنسان للحياة بعد الموت، ويكون ذلك يوم القيامة، وإذا أراد الله سبحانه وتعالى بعث الناس أمر الملك إسرافيل لينفخ في الصور لتعود الأرواح إلى أجسادها، ويقوم الناس من قبورهم لله تعالى، والمسلم يؤمن بالبعث الذي يكون في يوم القيامة، وذلك بأن الله سبحانه وتعالى سيبعثه ويحشره ويحاسبه على أعماله في الدنيا ويثيبه عليها أو يعاقبه لأن ذلك ثابت بالقرآن الكريم، والسنة النبوية، ولا يمكن أن يقبل العقل والفطرة السليمة عدم وجوده، والقيامة الكبرى من الأمور التي أخبر عنها جميع الأنبياء أممهم.

وقد طالبوا المنكرين الإيمان بها، وقد حكى القرآن الكريم ذلك في عدة مواضع على لسان أنبيائه آدم، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى عليهم السلام وغيرهم، ثم جاء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبين وفصل أحداث اليوم الآخر في سنته كما لم تبينه غيره من كتب الأنبياء قبله لأنه بعث هو والآخرة متقاربين، وعجبا لك ياابن آدم عندما تولد يؤذن في أذنك من غير صلاة، وعندما تموت يصلى عليك من غير أذان وعجبا لك ياابن آدم عندما تولد لا تعلم من الذي أخرجك من بطن أمك وعندما تموت لا تعلم من الذي أدخلك إلى قبرك” وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال انخسفت الشمس على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم انصرف وقد تجلت الشمس، فقال صلى الله عليه وسلم.

“إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله” متفق عليه، وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله “وفي الحديث من الفوائد، هو استدفاع البلاء بذكر الله وأنواع طاعته” وإن الدعاء من أقوى الأدوية لدفع البلاء قبل نزوله، فقد قال العلامة ابن القيم رحمه الله، الدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله” وقال رحمه الله “الدعاء من أقوى الأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب، ولكن قد يتخلف أثره عنه إما لضعفه في نفسه بأن يكون دعاء لا يحبه الله لما فيه من العدوان، وإما لضعف القلب وعدم إقباله على الله، وإما لحصول مانع من الإجابة من أكل الحرام، والظلم، ورين الذنوب على القلوب، واستيلاء الغفلة، والسهو واللهو وغلبتها عليه، أو يستعجل الدعاء.

ويستبطئ الإجابة، فيتحسر ويدع الدعاء، وإذا جمع الدعاء حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب، وصادف وقتا من أوقات الإجابة الستة وهي الثلث الأخير من الليل، وعند الأذان، وبين الأذان والإقامة، وأدبار الصلوات المكتوبات، وعند صعود الإمام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة، وآخر ساعة بعد العصر من ذلك اليوم، وصادف خشوعا في القلب، وانكسارا بين يدي الرب، وذلا له، وتضرعا ورقة، واستقبل الداعي القبلة، وكان على طهارة، ورفع يديه إلى الله تعالى، وبدأ بحمد الله والثناء عليه، ثم ثنى بالصلاة على محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم، ثم قدم بين يدي حاجته التوبة والاستغفار، ثم دخل على الله، وألحّ عليه في المسألة، وتملقه ودعاه رغبة ورهب

وتوسل إليه بأسمائه، وصفاته وتوحيده، وقدم بين دعائه صدقة، فإن هذا الدعاء لا يكاد يُرد أبدا، وخصوصا إن صادف الأدعية التي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها مظنة الإجابة، أو أنها متضمنة للاسم الأعظم”.

الإنسان من بطن أمه إلي القبر


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة