
في زحام الحياة وضغوطها، قد يغفل البعض عن الدور العظيم الذي يؤديه الأب داخل الأسرة والمجتمع. فالأب ليس مجرد عائل مادي، بل هو دعامة أساسية في بناء القيم، وتشكيل الشخصية، وغرس المبادئ التي تبقى راسخة فينا طوال الحياة.
الأب هو ذاك الظهر الذي لا ينحني، والسند الذي لا يتخاذل، والصوت الذي يبعث فينا الأمان بمجرد أن نسمعه. إنه من يسهر دون أن يشتكي، ويكدّ دون أن ينتظر مقابلاً، فقط من أجل أن يرى أبناءه في أفضل حال.
في كل بيت، يمثل الأب القائد الحكيم الذي يرسم حدود الأمان ويغرس الانضباط. حضوره يمنح البيت توازنًا نفسيًا واجتماعيًا، وغيابه – لأي سبب – يترك فراغًا لا يمكن أن تملأه الأيام ولا الأشخاص.
ولعلنا لا ننسى أن الأديان السماوية، وعلى رأسها الإسلام، أوصت ببر الوالدين، وقدّمت مقام الأب في الكثير من النصوص باعتباره حجر الأساس في التربية والمسؤولية. ففي الحديث الشريف، يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد” [رواه الترمذي].
إن تكريم الأب لا يجب أن يكون مناسبة سنوية عابرة، بل هو واجب يومي. فالاعتراف بفضله وتقدير جهوده، هما أقل ما يمكن تقديمه لمن أفنى عمره في سبيل سعادتنا واستقرارنا.
خاتمة:
يبقى الأب – رغم كل تقلبات الزمن – رمزًا للقوة، والعطاء، والتضحية. فلنمنحه من التقدير ما يليق به، ومن الحب ما يستحقه، ولنتذكر دائمًا أن وجوده بيننا هو أعظم نعم الحياة.
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.