الاعلام الجديد حرية أم مسئولية
الاعلام الجديد حرية أم مسئولية
ظهرت وسائل الإعلام الجديد كمصطلح واسع النطاق في الجزء الأخير من القرن العشرين ليشمل دمج وسائل الإعلام التقليدية مثل الأفلام والصور والموسيقى والكلمة المنطوقة والمطبوعة، مع القدرة التفاعلية للكمبيوتر وتكنولوجيا الاتصالات، وتطبيقات الثورة العلمية التي شهدها مجال الاتصال والإعلام، حيث ساهمت الثورة التكنولوجية في مجال الاتصال في التغلب على الحيز الجغرافي والحدود السياسية، والتي أحدثت تغيير بنيوي في نوعية الكم والكيف في وسائل الإعلام.
وعلينا ان نعى أن الإعلام الجديد هو مصطلح حديث يتضاد مع الإعلام التقليدي، كون الإعلام الجديد لم يعد فيه نخبة متحكمة أو قادة إعلاميين، بل أصبح متاحا لجميع شرائح المجتمع وأفراده الدخول فيه واستخدامه والاستفادة منه طالما تمكنوا وأجادوا أدواته.
والتى من خلالها يتم الولوج إلى عالمه كتوفر الجهاز الإلكتروني (حاسب آلي، هاتف ذكي، جهاز لوحي، توفر الإنترنت، الاشتراك أو الانضمام لإحدى مواقع التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك، وتويتر، واليوتيوب، المدونات، وغيرها من المواقع الاجتماعية الإلكترونية النشطة والتي تشكل ثقلا في العالم الافتراضي.
وللإعلام الجديد مرادفات عدة ومنها:
الإعلام البديل
الإعلام الاجتماعي
صحافة المواطن
مواقع التواصل الاجتماعي
بات الإعلام الجديد بمختلف وسائله لغة العصر، فأصبح الناس بمختلف فئاتهم يستخدمونه مع وجود الإعلام التقليدي وتميزه بصناعة الخبر وتغطية الحدث كما في السابق، لكن الإعلام الجديد أصبح الوسيلة الأسهل والأسرع والأصدق نوعا ما لتلقي المعلومات، لاسيما أن ثورة الاتصالات والوسائل التقنية جعلت من الإعلام الجديد وسيلة تواكب هذا العصر بمختلف تغيراته
ومن الملاحظ، أن كثيرا من الناس وجده وسيلة لإيصال صوته ومطالبه وترويج أفكاره، لأن هذا النوع من الإعلام هو إعلام مباشر وتلقائي وقلما يخضع لرقابة،وممالا شك أن الإعلام الجديد أصبح وسيلة من لا وسيلة له، وقد أثبتت الأحداث والدلائل ذلك، ولا يحتاج الأمر مزيدا من التقصي، لكن ما لفت انتباهي مؤخرا، هو تعامل البعض مع هذه الوسيلة المباشرة دون وعي أو فهم منهم وإدراك للانعكاسات التي يمكن أن تترتب على استخدامهم لتلك الوسائل،تخيل عزيزي القارئ .. قد يأتيك شخص يغرد أو يدون في إحدى تلك الوسائل الجديدة حول قضية ما لها أبعاد معقدة ويطرح فكرا غير منطقيا بل ويخالف شريحة من الجمهور مما قد يسبب فى إثارة نوع من البلبله الفكريه والتخبط بل من الممكن أن يؤدى ذلك الى اثارة الجدل حول اشكاليه معينه وتوجيه الرأى العام فى اتجاه خاطىء .
إن استخدام الإعلام الجديد يعطيك الحرية كي تحلق من خلاله وتعبر عن ذاتك وفي الوقت نفسه يعطيك المجال لتحقيق أهدافك وأهداف المنشأة التي تنتمي إليها، لكن هذا يتطلب منك أن تتعامل مع تلك الوسائل بقدر من الوعي والمسؤولية.
ولعل هذا الطرح يؤكد أن على قدر ماالاعلام الإلكترونى يقدم لك مساحه من الحريه إلا أنك لابد وأن تشعر تجاهه بالمسئوليه.
وعلى الرغم ان حرية الرأي والتعبير حق مقدس يكفله الدستور وكل المواثيق الدولية، ولكن لا حرية إعلامية سواء بالنسبة للصحف الورقية أو المواقع الإلكترونية الإخبارية أو الحوارية من دون مسؤولية كما أن بديل الحرية المسؤولة هو “الفوضى” والدخول في نفق “العشوائية
فحرية الإعلام لا تعني أبدا التنصل من تحمل المسؤولية.
ويمكننا القول أن الإعلام الجديد حالة جنينية لم تتبلور خصائصه الكاملة بعد على الرغم من أننا نحصد ثماره مع الإيقاع العصرى السريع إلا أنه من المتوقع أن يأتينا كل يوم بجديد.
الاعلام الجديد حرية أم مسئولية
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.