التجربة المصرية مع الثانوية العامة.
التجربة المصرية مع الثانوية العامة.
بقلم شاهى عبدالسلام
لقد أقترب قطار الثانوية العامة من الوصول إلى المحطة و على كل راكب أن يترجل لينزل و يتجه إلى وجهته المنشودة.
و سأل أحد الركاب نفسه كيف كان الحال مع أبى و من قبله أجدادى فى هذة الرحلة؟
لقد كانت الثانوية العامة تعرف بين أوساط المتعلمين بالبكالوريا و هى كلمة فرنسية كانت تسمح لخريجين بالعمل نرى ذلك فى أفلام شكرى سرحان و كمال الشناوى و عماد حمدى لما كان يروح يفرح نانه بالنتيجة.
حينها كان التعليم بالمجان بل و كانت الدولة ترعى طلاب المدارس صحياً كما هو الحال فى هذة الأيام و غذائياً بشكل يفوق ما هو متبع هذة الآونة و ذلك لترغيب الشعب فى المدارس.
و كانت الدروس الخصوصية تقتصر على تعليم الفنون و الأتيكيت و اللغات الأجنبية للأوساط الراقية.
أما المعلم فكان أبً و مربىٍ يتبنى الطالب و يراعاه من النواحى العلمية و التربويه.
عملت الدولة جاهدة على ترغيب المواطن و أبناؤه فى التعليم و مجابهة الأمية، و مازالت الدولة تكافح فى هذا الأتجاه من جانب و على الصعيد الآخر تطور من العملية التعليمية لنرى الخطين يسيران و لكن ليس فى نفس الأتجاه.
لقد عهدت الدولة على تحسين دخل المدرس الذى أقتصر دوره مع مرور الآيام على تلقين الدروس و تحصيل الفلوس بغض النظر عن ما إذا تعلم الطالب أو لا.
كما عملت على تحسين المناهج الدراسية و أدخال التابليت فى التعليم لمواكبت التطور التكنولوجى.
و إدخال نظام البوكليت فى الدراسة و الأسترشاد للأمتحانات.
فى المقابل كان المردود على متلقى الخدمه كالتالى.
لقد زادت المصاريف المدرسية بشكل يعجز عنه عدد كبير من المواطنين و من يٌستثنى لابد له من أستخراج شهادة فقر مما يعود بالآلم النفسى على الطالب و الأسرة و تولدت مشاعر هجومية لدى الطفل منذ النشئة.
أما عن بالتابليت ، الذى لم يكن بالجودة التى تكافى المهمة المطلوبة منه.
و كان لازاماً لإستخدام التابليت توفر خدمة الأنترنيت التى لم تكن بالمجان كما فى الدول التى ترعى التعليم أو حتى بسعر مخفض للمنازل التى تشتمل على دارسين هذا فضلا عن بطىء الخدمة هذا أن لم تكن متكررت الأنقطاع.
على الجانب الآخر لم يكتف المدرس بتحسينات الدخل الذى قدمتها الدولة شأنه كشأن باقى الدخول و تفحش فى الدوس الخصوصية بكافة أشكالها ( أون لين – سنتر – زيارة منزلية) وغاله فى الأسعار و لم يهتم أذا كان ولى الأمر يستطيع الدفع أو لا.
أما عن البوكليت، فهى كلمة أنجليزية تشير الى كلمة كتيب باللغة العربية، أى ملزمة صغيرة بها نماذج للأسئلة، و لكن الواقع أنها موسوعة علمية لا يتكرر بها سؤال و نوعية الأسئلة ليس لها علاقة بالمنطق أو حتى المحتوى الذى تم تدريسه و ربما يتم محاولة تلفيق السؤال للموضوع الذى تم تدريسه و ذلك دون إقتناع من المدرس و الطالب على حدٍ سواء.
أما عن السادة واضعى الأمتحانات فلقد تأكدت المشاعر أنهم على ثأر سنوى مع الطالب ولى الأمر الذى يعانى الأمرين طول العام حتى يوفر نفقات التعليم و متطلبات المدارس و المواصلات من و الى… وكذا الدروس الخصوصية و … الخ، حتى يأتوا هم بجرة قلم بتحطيم آمال الملايين من الآفراد ، فنجد الأسئلة يختلف فى أجابتها حتى مدرسى المادة أنفسهم فما بالك بالطالب فالأسئلة تحتاج لعلماء أجلاء مثل أبوبكر الرزاى و أبن رشد و أبن خلون و الخوارزمى و الفارابى…، و نسوا أن الطلبة مازالوا يتعلمون و بشر ينفعولون و يتألمون حتى أن أحدهم فقد حياتة فى لجنة الأمتحان.
ثم تأتى النتيجة المٌخزية ، المخيبةُ للآمال و التى تعودنا عليها على مدار أعوام قليلة سابقة، لتكتمل دائرة الأبتزاز الأسرى و لا يجد الطالب لنفسه مكان فى الجامعات الحكومية، و أن وجدت فبمصروفات للأقسام الخاصة أو الأهلية أو علية أن يتوجه للجامعات الخاصة كلا على حسب قدرته فى سباق الأبتزاز العلمى الممنهج.
يرجى أعادة النظر فى المنظومة مأخوذاً فى الأعتبار (الطفل “رجل الغد الذى يجب أن نحافظ على أستواءه النفسى و أنتماؤه للوطن” و الأسرة بالتحديات المادية التى تتعرض لها و المدرس و أسترضاؤه لكبح جماح نزيف الدروس الخصوصية ) و العمل على تحسين و تيسير حقيقى ملموس حتى لا نعود أدراجا الى الوراء و ينصرف المواطن عن التعليم.
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.