التنشيط السياحي: الفسيفساء فن تراثي لن يندثر في تاريخ الإسكندرية القديم والمعاصر
التنشيط السياحي: الفسيفساء فن تراثي لن يندثر في تاريخ الإسكندرية القديم والمعاصر
ليلى خليل
من أجمل أنواع الفنون التي تتمتع ببعد تاريخي عريق متواصل بالحداثة “فن الفسيفساء”
تلك القطع الصغيرة القادرة على صنع أجمل اللوحات الفنية بخطة يدوية ذات أبعاد منتظمة.
لينظم مُتحف الآثار التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية، بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة بالإسكندرية،
وقطاع المتاحف بوزارة السياحة والآثار، ونادي عدسة للتصوير؛ ندوة بعنوان
«استخدام فن الموزاييك في الترويج لمدينة الإسكندرية» اليوم بمكتبة الإسكندرية.
وتقول الدكتورة أمل العرجاوي مدير مكتب الهيئة العامة للتنشيط السياحي بالإسكندرية،
إن لفن الفسيفساء مميزات خاصة فهو من أجمل وأعرق الفنون التراثية الممتدة الإبداع المعاصر، والذي مازال قادر بمرور الزمن على لفت الإنتباه لدراسته وإتقانه لإنتاج أجمل اللوحات الفنية بإتقان يدوي.
– تاريخ فن الفسيفساء
فن الفسيفساء ظهر في حضارة بلاد الرافدين، والحضارة المصرية القديمة، والحضارة اليونانية والرومانية، و
شاع انتشارها في العصر الهلنستي في مدن البحر المتوسط، وعلى رأسها مدينة الإسكندرية، حيث كشف عن عديد من الأرضيات المنفذة بتقنيات مختلفة.
– الفسيفساء تزين عدد من المواقع الإسكندرية
تابعت العرجاوي أن مدينة الاسكندرية محظوظة بالمواقع المتميزة المطعمة بالفسيفساء ومازالت تجذب الأنظار
والتى يجب أن تحظى بإهتمام دائم لتبقى للأجيال القادمة باعتبارها تراث ثقافي ومادي أساسي لتحقيق الاستدامة مما يخدم القطاع السياحي.
واصلت أن المواقع التاريخية السكندرية ثرية بعديد من المواقع المطعمة بفن الفسيفساء والتي مازالت قادرة على الجذب السياحي
منها فيلا الطيور بمنطقة كوم الدكة وهي الموقع المفتوح الوحيد الفسيفساء الملونة وتقع بجوار المسرح الروماني،
وأيضا متحف آثار مكتبة الإسكندرية حيث يوجد لوحتان كبيرتان من فن الفسيفساء عثر عليه بموقع حفائر مكتبة الاسكندرية
والتي كانت تعد نواة لمتحف الآثار بالمكتبة، مكملة أن من أهم لوحات الفسيفساء لوحة الميدوزا او الوحش المرعب في الأساطير اليونانية
تؤرخ للنصف الأول من القرن الثاني الميلادي، وهي القطعة التي عرضت في فرنسا بمعرض تحت عنوان مجد الاسكندرية في باريس عام ١٩٩٧.
ذكرت العرجاوي، أن فن الفسيفساء له مكانه سكندرية خاصة، ترك بصمته الجمالية في شوارع المدينة الساحلية منها سور محكى القلعة،
وجدارية كوبري استانلي، وغيرها ليكون لهذا الفن التراثي المبهج لمسة جمالية لعروس البحر المتوسط.
– اهتمام وزارة السياحة والآثار بإحياء فن الفسيفساء
تابعت العرجاوي أن لوزارة السياحة والآثار إهتمام كبير بفن الفسيفساء بدأ بالعمل على تدشين متحف خاص لفن الفسيفساء منذ عام 2009 ولكنه لم يكتمل
ونأمل أن يستكمل في القريب العاجل، علاوة على الجهود المبذول في تجميع 55 قطعة نادرة من فن الفسيفساء تفرقوا في 7 متاحف مصرية تم تجميعهم استعدادا لعرضهم مجددا.
واصلت، كما أن لوزارة السياحة والآثار إهتمام بإحياء فن الفسيفساء وتبادل الخبرات حول مثل هذه الفنون التراثية القيمة وذلك
بتنظيم عدد من الورش التدريبية بمشاركة المهتمين في مصر وعدد من الدول العربية وكيفية تحديثه لدمجه في دور بارز للترويج السياحي.
– ترويج هيئة تنشيط السياحة لفن الفسيفساء
تابعت العرجاوي، أن للهيئة المصرية للتنشيط السياحي دورا هاما في الترويج لفن الفسيفساء بطرق عديدة منها استخدام مواقع التواصل الإجتماعي المتعددة،
أو عن طريق شريك استراتيجي “السائح” المهتم بالفنون اليدوية التراثية أو من خلال السرد القصصي والذى يعتبر من أكثر الوسائل جاذبية
وأيضا بتنظيم عدد من المعارض داخليا وخارجيا مثل معرض مجد الإسكندرية الذي أقيم في باريس،
والتي تثمن أهمية هذا الفن التراثي الجذاب وعرض نتائج الصناعة اليدوية ذات الطابع الفني الخاص.
وأوصت العرجاوي، مدارس الأشغال اليدوية و المبادرات التدريبية التي تهتم بالفنون التراثية بمزيد من الإهتمام بفن عريق هام
مثل فن الفسيفساء أحد أهم الفنون اليدوية الجاذبة للسياحة وأكثر الفنون مرونة في دمجه بالصناعات الحديثة ذات الطابع المصري الخالص.
جاءت ندوة «استخدام فن الموزاييك في الترويج لمدينة الإسكندرية» بمشاركة:
الدكتور حسين عبد البصير؛ مدير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية،
الدكتورة إيمان شهاوي؛ مدير البحوث ودراسات الموزاييك بمتاحف الإسكندرية،
الدكتورة منى علي رجب؛ الأستاذ بكلية الفنون الجميلة، جامعة الإسكندرية،
الدكتور علاء الباشا؛ مدير نادى عدسة للتصوير.
التنشيط السياحي: الفسيفساء فن تراثي لن يندثر في تاريخ الإسكندرية القديم والمعاصر
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.