
الجيوش الفولاذية ونهاية المحارب البشري وبداية الحروب الدموية
الجيوش الفولاذية ونهاية المحارب البشري وبداية الحروب الدموية السقوط الصامت للجندي التقليدي وبداية ظهور ابطال الافلام والمسلسلات السينمائية والأبطال الخارقين الي جنود فولاذية لا تعرف الرحمة ولا تعرف الخوف تحول خطير الي تغيير افكار الحروب والسيطرة والتكتيكات الحربية

لطالما ارتبطت الحروب عبر التاريخ بالدماء والشجاعة والعنصر البشري الذي يقرر مصير المعركة. لكننا اليوم نقف على حافة تحول تاريخي يهدد بإلغاء آلاف السنين من العقيدة العسكرية. لم يعد الحديث يدور حول مساعدة الجنود،
بل عن استبدالهم الخبر القادم من أروقة الكيان الشيطاني وتصريحات يارون ساريغ
ليست مجرد إعلان عن صفقة شراء معدات، بل هي بيان تأسيسي لحقبة جديدة: حقبة الحرب التي تُخاض بأعصاب باردة، وقلوب لا تنبض، وعقول مصنوعة من السيليكون.
من المساعد إلى السيد الانقلاب التكنولوجي
ما كشفه يارون نية دمج آلاف الروبوتات والأنظمة شبه الذاتية يمثل النقطة الفاصلة التي تتحول فيها الروبوتات من أدوات لوجستية لحمل العتاد، إلى رأس الحربة
الفعلي.
نحن لا نتحدث هنا عن طائرات مسيرة يتم التحكم بها عن بعد، بل نتحدث عن
استقلالية القرار أنظمة ذكاء اصطناعي قادرة على قراءة التضاريس المعقدة واتخاذ قرارات تكتيكية في أجزاء من الثانية، أسرع بكثير من رد الفعل البشري.
الدرع الذي لا يتألم الروبوتات التي تقتحم المباني وتفتح المحاور لا تخاف من الكمائن، ولا تتردد عند إطلاق النار، ولا تعاني من صدمات ما بعد القتـال.
اقتصاديات الموت لماذا سيسيطر الآلي على العالم
إن السعي لامتلاك ترسانة من الإنسان الآلي المسلح (حتى وإن لم يكن بشري الشكل تماماً كما أشار ساريغ في تعليقه عن روبوتات إيلون ماسك) يعكس رغبة القوى العالمية في
السيطرة المطلقة
الجيش الذي يعتمد على الروبوتات يمتلك ميزات مرعبة للخصم
تكلفة سياسية صفرية: لا توجد نعوش تعود إلى الوطن، ولا ضغط شعبي لإيقاف الحرب بسبب الخسائر البشرية. هذا يعني أن الحروب قد تصبح “أبدية” وسهلة البدء.
طاعة عمياء: الروبوت لا ينقلب على قادته، ولا يرفض الأوامر، ولا يتعب..
الدقة الجراحية القدرة على المسح والقتل بدقة خوارزمية تجعل من يملك هذه التكنولوجيا قادراً على فرض هيمنته على أي بقعة جغرافية دون المخاطرة بجندي واحد.
شكل المعركة القادمة: سيناريو الرعب
بناءً على التوجهات الحالية، ستختفي صورة الجندي الذي يركض في الميدان. ستحل محلها أسراب من الروبوتات الأرضية والجوية المتصلة بشبكة عصبية واحدة. الدبابة لن يقودها بشر والاقتحامات ستتم بواسطة آلات زاحفة تسبق البشر لتطهير المناطق.
الذكاء الاصطناعي الذي أشار إليه ساريغ لن يكتفي بمساعدة المقاتل، بل سيجعل المقاتل البشري مجرد
مشرف يضغط على زر الموافقة وربما في المستقبل القريب، لن نحتاج حتى لهذا الزر.
هل نحن مستعدون لهذه الحروب والسيطرة
إن التحول من تطوير قدرات محدودة إلى بناء منظومة روبوتية واسعة النطاق هو جرس إنذار. نحن لا نتجه فقط نحو تحديث عسكري، بل نحو إعادة تعريف لمفهوم القوة والسيطرة. العالم يقترب من لحظة تكون فيها الجيوش عبارة عن خوادم ومعالجات بيانات، والبشر مجرد أهداف محتملة.
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.


