الحج عرفة
الحج عرفة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحج عرفة
اليوم : الخميس الموافق 6 يونية 202
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ثم أما بعد، إن من فضائل سلامة الصدر هو جمعية القلب على الخير والبر والطاعة والصلاح، فليس أروح للمرء ولا أطرد للهم ولا أقر للعين من سلامة الصدر على عباد الله المسلمين، ومن فضائل سلامة الصدر أنها تقطع سلاسل العيوب وأسباب الذنوب، فإن من سلِم صدره وطهر قلبه عن الإرادات الفاسدة، والظنون السيئة عفّ لسانه عن الغيبة والنميمة وتحرى الحلال وابتعد عن الحرام، فينبغي على العبد أن يتحلى بالطاعات التي تؤهله لمغفرة الرحمن، وأن يبتعد عن المعاصى والذنوب التي تحجبه عن هذه المغفرة، فالحلال بين والحرام بين.
وصاحب القلب السليم ينجو ولن ينفعه غير ذلك، وإن هذه الأيام التي سنعيش فيها هذه العشر العظيمة بما اجتمع فيها من أمهات العبادات، وفضائل الأعمال، قال بعض المفسرين إنها المقصودة بقوله سبحانه وتعالى “والفجر وليال عشر” وإقسام الله تعالى بها يدل على عظمها، وكذلك هي التي أخبر عنها، النبى الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله “ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر فقالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء، أى إلا مجاهد، وحالة خاصة من المجاهدين، خرج بنفسه، وماله، فلم يرجع بنفسه، ولم يرجع بماله، وهذه الأيام التي وصفها الله عز وجل بالمعدودات.
وأمرنا أن نذكره فيها، وفيها يوم عرفة الذي أكمل الله فيه الدين، وإن صيامه لأهل البلدان يكفر الله تعالى به سنة ماضية وسنة آتية، وإن صيامه عظيم جدا، وهو أكثر يوم يعتق الله تعالى فيه عبادا من النار كما قال النبي صلى الله عليه وسلم “ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وفيه هذا الدعاء العظيم خير الدعاء دعاء يوم عرفة وقال صلى الله عليه وسلم “خير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير” وهذه العشر التي فيها أفضل أيام السنة على الإطلاق، وهو عيد الأضحى، وفيه تنهر الدماء شكرانا لله سبحانه، وفيه يجتمع من العبادات ما لا يجتمع في غيره من صلاة العيد، والأضحية، وذبح الهدي، والطواف، والسعي بعدما نحروا، وحلقوا، ورموا جمرة العقبة.
وفي هذه العشر هذه العبادة التي فيها انهار الدم توحيدا لله، وعلى اسمه تعالى فيقول باسم الله، والله أكبر، يشارك بها أهل البلدان حجاج بيت الله الحرام، حتى في بعض أحكام النسك، ومحظورات الإحرام، فيمتنعون عن الأخذ من الشعر، والأظفار حتى تذبح الأضاحي، إنها تذكير بقصة إبراهيم الخليل، وطاعته لربه هو وابنه لما رأى في المنام أنه يذبحه، ورؤيا الأنبياء حق وصدق، فاستسلم الأب وابنه لأمر الله، وقلبه على قفاه كي لا يشهد ألم الذبح على وجهه “وناديناه يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا ” وهكذا فدى الله إسماعيل بكبش عظيم، وكان ذلك آية من آيات الله تعالي.
الحج عرفة
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.