الحفاظ علي الحياة البرية
الحفاظ علي الحياة البرية
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحفاظ علي الحياة البرية
الحمد لله أعظم للمتقين العاملين أجورهم، وشرح بالهدى والخيرات صدورهم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وفّق عباده للطاعات وأعان، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله خير من علم أحكام الدين وأبان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أهل الهدى والإيمان، وعلى التابعين لهم بإيمان وإحسان ما تعاقب الزمان، وسلم تسليما مزيدا ثم أما بعد، لقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن البول في الماء الراكد فقال صلى الله عليه وسلم “لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه” لأن هذا العمل ينشر الأمراض الخبيثة بين أفراد الأمة، وكذلك نهانا عن البول في ظل شجرة مثمرة، والبول في قارعة الطريق، ولعن من يفعل ذلك، لأنه يضر بالناس ضررا كبيرا.
ومن باب أولى حرم علينا إلقاء النجاسات والقاذورات في الشارع أو في الأماكن القريبة من المساكن، وأوصانا أن نحرص على الشجر حرصا كبيرا فقال صلى الله عليه وسلم “إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن يغرسها قبل أن تقوم الساعة فليفعل” وعن جابر أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يبال في الماء الجاري رواه الطبراني، وعن معاذ بن جبل قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” اتقوا الملاعن الثلاث البراز في الموارد، وقارعة الطريق، وفي الظل ” رواه الطبراني، وكما أمر الإسلام بالحفاظ على الصحة العامة، وحرم كل ما يؤذي صحة الفرد العقلية والجسمية والنفسية، فحرّم الخمر والمخدرات، وكل الخبائث، ودعا إلى أكل الطيبات من الرزق، والاهتمام بالنظافة الجسديةز
وأيضا العنصر الجمالي، فقال تعالى “يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد” ومن السلام مع الكون والبيئة هو الحفاظ علي الحياة البرية فعن عبد الرحمن بن عبد الله عن أبيه رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حُمرة معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمرة فجعلت تفرش، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم قال “من فجع هذه بولدها ؟ ردوا ولدها إليها” رواه أبو داود، والحُمرة هو طائر صغير كالعصفور، ومعني تفرش أي ترفرف بأجنحتها، وكما أن الإسراف والتبذير في الموارد يزيد في تضخم مشكلة تدهور البيئة، لذلك وضع الإسلام قواعد تمنع أي هدر في أي مورد، قال تعالى كما جاء في سورة الفرقان.
” والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما” وكما قال تعالي “ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين” وقال تعالي “إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين” وقال النبي صلى الله عليه وسلم لسعد وهو يتوضأ “ما هذا السرف يا سعد؟” فقال أفي الوضوء سرف؟ قال صلى الله عليه وسلم “نعم، وإن كنت على نهر جار” رواه الحاكم، فاللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، ولا تدع لنا ذنبا إلا غفرته، ولا هما إلا فرجته، ولا كربا إلا نفسته، ولا دينا إلا قضيته، ولا عسيرا إلا يسرته، ولا مبتلى إلا عافيته، ولا مريضا إلا شفيته، ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاح إلا أعنتنا على قضائها، ويسرتها برحمتك يا أرحم الراحمين.
الحفاظ علي الحياة البرية
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.