اخبار المحافظات

الدراما الهادفة، والرؤى الوطَّنية الإنمائيّة

الدراما الهادفة، والرؤى الوطَّنية الإنمائيّة

الدراما الهادفة، والرؤى الوطَّنية الإنمائيّة

متابعة: حنان الشَّامي

لمقال الدكتور خالد صلاح الدين وحديثه عن الدراما الهادفة، والرؤى الوطَّنية الإنمائيّة

حيث أكد الدكتور خالد صلاح الدين الأُستاذ بكلية الإعلام/ جامعة القاهرة على أنه ينبغي التفكير مليًا، وبعمقٍ لتكريس الدور المجتمعي للدراما في خدمة أجندة الأولويات الإنمائيّة للوطَّن عبر سنواتٍ ممتدةٍ؛

فيما يُعرف بالرؤية الوطَّنية الاستشرافيّة لمجتمعٍ أفضل يتسم بالاستقرار، والرفاهيّة، ويضمن الحفاظ على كلٍ من المقدرات المادية، والمعنوية للمجتمع.

ويُعد مصطلح “الدراما الهادفة” مرادفًا لمفهوم المسئولية الاجتماعية للدراما بأركانها المختلفة ممثلةً قي مُنتِّج المحتوى “المضامين الدرامية”، والوسائط أو وسائل الإعلام، وجمهور المشاهدين، ومؤسسات المجتمع المدني، والمؤسسات الرسمية المعنية بالثقافة، والإبداع، والفنون، والنقد.

ويثور الجدل حول دور الدراما في خدمة أجندة الأولويات الإنمائيّة حيث يعتقد بعض صُنَّاع الدراما بأن هذه الوظائف إنما يضطلع بها الإعلام الإخباري، والاستقصائي، ومواد الرأي في وسائل الإعلام المختلفة المطبوعة والمسموعة والمرئية.

وعلى الرغم من وجاهة هذا الرأي إلا أنَّ ثمة تجاربَ تؤكد تبني الدراما للرؤى الوطنيّة، والقضايا المصيرية للوطن عبر الزمن، على سبيل المثال لا الحصر؛

فقد تبنَّت “هوليود” في أفلامها- ذات الإنتاج الضخم-؛ ما زعمت آنذاك أنها الحرب العادلة التي اُضطرت إليها الولايات المتحدة الأمريكية ضد ألمانيا، وحلفائها خلال الحرب العالمية الثانية،

كما تبنَّت قبلها معضلة الحرب الأهلية التي تُفضي إلى وحدة الولايات المتحدة الأمريكية، كما تبنى صُناع الدراما انتاجات ضخمة حول القضاء على العبودية، وتكريس قيم المساواة قدر الإمكان بما يُشكِّل إطارًا أخلاقيًا تستطيع من خلاله الولايات المتحدة الأمريكية أن تطالب بالصدارة، وزعامة العالم!.

ويؤكد الدكتور خالد صلاح الدين على أن مختلف دول العالم ومنها مصر والدول العربية قد تبنت منذ عام 2015م الأهداف العالمية الإنمائية فيما سادَ تسميته بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

وقد قامت تلك الدول بصياغة الرؤى الوطَّنية للتنمية المستدامة التي تستشرِّف تحقيق التقدم، والرفاهية لمواطنيها بنهاية عام 2030م.

وتتضمن تلك الرؤى موضوعات يمكن تكريسها مجتمعيًا من خلال الإبداع الدرامي الهادف مثال ذلك؛ إنتاج الأفلام، والمسلسلات، والسلاسل ،

والمواد شبه الدرامية التي تُعضِّد، وتدعم دور المرأة العربية في المجتمع، وتسعى عبر الزمن لبناء صورة ذهنيّة جيدة عن الأدوار السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، والتربوية للمرأة،

وكذلك التصدي للقضية الشائكة المتعلقة بالتمييز ضد المرأة. كما يمكن للدراما الهادفة بأركانها المتكاملة المتناغمة أن تخلق مناخًا يدعم الإنتاجية، والإبداع،

ويحمي الهوية الوطَّنية، ويُسهم في تكريس بناء صورةً ذهنيّة ساطعة عن الوطن ، وأن يُهيئ المجتمعات العربية لقبول الآخر في إطار المشاركة الحضارية لا المغالبة القسريّة.

وأكد الدكتور خالد صلاح الدين على أن الدراما الهادفة ليست برامج إخبارية ، ولا تحقيقات استقصائية، ولا آراء هشَّة؛

وإنما هىّ روافد مهمة لتكريس القيم التي تدعم الرؤى الوطَّنية للمجتمعات المختلفة وعلى رأسها المجتمعات العربية من خلال:-

نقل قيم التعاون، والتعاضُد، والتسامح، والإنتاجية، والطموح، والتنافسيّة، والمثابرة، والثبات من خلال الشخصيات الدرامية الرئيسية والثانوية،

ومن خلال الحوار الدرامي الهادف، ومن خلال الصراع الواعي بأجندة أولويات المجتمع. وبالعودة إلى بعض من يزعمون الإبداع للإبداع، والترفيه للترفية ينبغي اتباع إستراتيجية التكامل بمعنى أنَّه إلى جانب الترفيه ينبغي تعضِّيد الدراما الهادفة التي تخدم الرؤى الوطَّنية لمجتمعاتنا العربية عبر الزمن.

وختامًا؛ فقد أكد الدكتور خالد صلاح الدين أنَّه ينبغي طرح مصطلحات “المسئولية الاجتماعية للدراما”،

و”الدور المجتمعي لصُنَّاع الدراما”، و”الدراما الهادفة”، و”صقل التذوق الفني للمشاهدين”؛ على الرأي العام لمناقشته؛

وصولًا لما تم طرحه في السطور السابقة ألا وهو تكريس دور الدراما الهادفة في خدمة المجتمع.

 

 

 

 

الدراما الهادفة، والرؤى الوطَّنية الإنمائيّة


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

أحمد حمدي

نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير العام التنفيذي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى

اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading