مقالات ووجهات نظر

الدكرروي يكتب عن وحسن أولئك رفيقا

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكرروي يكتب عن وحسن أولئك رفيقا

إن الأنبياء هم أفضل البشر على الإطلاق، وهذه هي دلالة الكتاب والسنة والإجماع، وأما الكتاب فقد قال سبحانه وتعالى مبينا مراتب أوليائه ” ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ” وإن الله سبحانه وتعالى قد رتب عباده السعداء المنعم عليهم أربع مراتب وبدأ بالأعلى منهم وهم النبيون، وقد ورد في سبب نزول هذه الآية أن بعض الصحابة رضوان الله عليهم قد شق عليهم أن النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة يرفع مع النبيين في الدرجات العلا فتكون منزلتهم دون منزلته فلا يصلون إليه ولا يرونه ولا يجالسونه، فنزلت هذه الآية مبينة وموضحة أن من أطاع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم يكون من نعيمه في الجنة.

 

أن يتمكن من مجالسة الأنبياء ورؤيتهم وزيارتهم، فلا يفوته ذلك، وهذه المعية والرفقة لا تعني تساويهم في الدرجة، بل هم متفاوتون، لكنهم يتزاورون ويتجالسون ويأنسون بقربهم كما كانوا في الدنيا، وهذا بفضل الله تعالى لاتباعهم الأنبياء, واقتدائهم بهم، فالآية نص في تفضيل الأنبياء، على البشر فهم أفضل أولياء الله وأرفعهم درجة على الإطلاق، فإن العقل يقضي بكون الأنبياء خير الخلق وأفضلهم، لأنهم رسل الله تعالى, والواسطة بينه وبين خلقه في تبليغهم شرعه ومراده من عباده، وشرف الرسول عليه السلام، من شرف المرسل وشرف الرسالة، وهم المصطفون من عباد الله تعالى, اصطفاهم الله تعالى واختارهم واجتباهم ولا يختار سبحانه من الخلق إلا أكرمهم عليه وأفضلهم عنده وأكملهم لديه.

 

فقال ابن القيم رحمه الله، ويكفي في فضلهم وشرفهم أن الله سبحانه وتعالى اختصهم بوحيه، وجعلهم أمناء على رسالته، وواسطة بينه وبين عباده، وخصهم بأنواع كراماته فمنهم من اتخذه خليلا، ومنهم من كلمه تكليما، ومنهم من رفعه مكانا عليّا على سائرهم درجات، ولم يجعل لعباده وصولا إليه إلا من طريقهم، ولا دخولا إلى جنته إلا خلفهم، ولم يكرم أحدا منهم بكرامة إلا على أيديهم, فهم أقرب الخلق إليه وسيلة, وأرفعهم عنده درجة, وأحبهم إليه وأكرمهم عليه، وبالجملة فخير الدنيا والآخرة إنما ناله العباد على أيديهم, وبهم عرف الله, وبهم عبد وأطيع, وبهم حصلت محابه تعالى في الأرض، وقد أعلى منازل الخلق في تحقيق العبودية لله عز وجل، ولقد حقق الأنبياء عبوديتهم لله.

 

فكانوا عباد الله المخلصين الذين بين سبحانه وتعالى أنهم هم الذين ينجون من السيئات التي يزينها الشيطان، وأما عن نبى الله إسحاق عليه السلام، فقد قيل أنه لما شب وترعرع إسحاق عليه السلام وبلغ الاربعين من عمره، وقيل الستين، تزوج من رفعة، وقيل رفقا، وقيل يومحاء بنت بتوئيل بن ناحور، فولدت توأمين هما عيسو أو العيص ويعقوب عليه السلام، وأقام بمدينة بئر السبع، وقد أصبح من أثرياء زمانه، وكلما تقدم في السن زادت أمواله، وكثر عبيده، وفي أواخر أيامه فقد بصره، ولم يزل حتى توفي بفلسطين، وقبل بالشام، ودفنوه إلى جوار ابيه في مغارة المكفيلة في حبرون، وتدعى اليوم بمدينة الخليل.

 

الدكرروي يكتب عن وحسن أولئك رفيقا


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة