مقالات ووجهات نظر

الدكروري يكتب عن أهل عمان بين يدي النبي

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن أهل عمان بين يدي النبي

لقد قدموا أهل عمان على رسول الله صلى الله عليه وسلم مسلمين، فبعث إليهم مصدقا حذيفة بن محصن البارقى، وأمره صلى الله عليه وسلم “أن يأخذ الصدقة من أغنيائهم، ويردها على فقرائهم” ففعل ذلك حذيفة فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم منعوا الصدقة وارتدوا فدعاهم حذيفة إلى التوبة، فأبوا وجعلوا يرتجزون حذيفة بن محصن لقد أتانا خبر ردى أمست قريش كلها نبى حذيفة بن محصن، فكتب حذيفة إلى أبي بكر الصديق بأمرهم، فاغتاظ غيظا شديدا، وقال ” من لهؤلاء ؟ ويل لهم ” ثم بعث إليهم عكرمة بن أبي جهل فجاءه كتاب أبي بكر ” سر إلى حذيفة في دبا، فسار عكرمة فى نحو ألفين من المسلمين وكان رأس أهل الردة هو لقيط بن مالك الأزدى فلما بلغه مسير عكرمة، بعث ألف رجل من الأزد يلقونه.

 

وبلغ عكرمة أنهم جموع كثيرة فبعث طليعة وكان للعدو أيضا طليعة فالتقت الطليعتان فتناوشوا ساعة ثم انكشف أصحاب لقيط بن مالك الأزدى وقتل منهم نحو مائة رجل وبعث أصحاب عكرمة فارسا بخبره، فأسرع عكرمة حتى لحق طليعته ثم زحفوا جميعا وسار على تعبئة، حتى أدرك القوم فاقتتلوا ساعة ثم هزمهم عكرمة، وأكثر فيهم القتل ورجع فلهم إلى لقيط بن مالك الأزدى فأخبروه أن عكرمة بن جهل مقبل فقوى جانب حذيفة، ومن معه من المسلمين فناهضهم وجاء عكرمة بن أبى جهل فقاتل معهم فانهزم العدو حتى دخلوا مدينة دبا فحصرهم المسلمون شهرا وشق عليهم الحصار إذ لم يكونوا قد أخذوا له أهبة، فأرسلوا إلى حذيفة يسألونه الصلح فقال لا، إلا بين حرب مجلية أو سلم مخزية.

 

قالوا أما الحرب المجلية فقد عرفناها فما السلم المخزية ؟ قال تشهدون أن قتلانا فى الجنة وقتلاكم فى النار، وأن كل ما أخذناه منكم فهو لنا، وما أخذتموه فهو رد لنا وأنا على حق وأنتم على باطل وكفر، ونحكم فيكم بما رأينا فأقروا بذلك، فقال اخرجوا عزلا، لا سلاح معكم ففعلوا، فدخل المسلمون حصنهم، فقال حذيفة إنى قد حكمت فيكم، أن أقتل أشرافكم وأسبى ذراريكم، فقتل من أشرافهم مائة رجل وسبى ذراريهم، وقدم حذيفة بسبيهم المدينة المنورة وهم ثلاثمائة من المقاتلة وأربعمائة من الذرية والنساء، وأقام عكرمة بدبا عاملا عليها لأبي بكر الصديق رضى الله عنه، فلما قدم حذيفة بسبيهم أنزلهم أبو بكر رضي الله عنه دار رملة بنت الحارث، وهو يريد أن يقتل من بقى من المقاتلة.

 

والقوم يقولون والله ما رجعنا عن الإسلام ولكن شححنا على أموالنا، فيأبى أبو بكر الصديق رضى الله عنه أن يدعهم بهذا القول، وكلمه فيهم عمر بن الخطاب وكان الرأى أن لا يسبوا، فلم يزالوا موقوفين في دار رملة حتى مات أبو بكر الصديق رضى الله عنه، فدعاهم عمر بن الخطاب فقال انطلقوا إلى أى بلاد شئتم فأنتم قوم أحرار، فخرجوا حتى نزلوا البصرة.

 

الدكروري يكتب عن أهل عمان بين يدي النبي


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة