الدكروري يكتب عن أول من آمنت من النساء
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
الدكروري يكتب عن أول من آمنت من النساء
لقد كانت أم المؤمنين السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، زوجة رسول الله صلي الله عليه وسلم، هي أول من آمن بالله ورسوله وصدَّق بما جاء به، فخفف الله بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان لا يسمع شيئا يكرهه من رد عليه وتكذيب له فيحزنه إلا فرج الله عنه بها، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتصدقه وتهون عليه أمر الناس، وكانت السيدة خديجة رضي الله عنها نعم الزوجة في كل المواقف التي تعرض لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخففت عن المسلمين ما أصابهم من المحن والابتلاءات، وخاصة ما حلّ بهم من مقاطعة قريش لبني هاشم وبني عبد المطلب، بعدم تزويجهم أو الزواج منهم، وعدم بيعهم أو الشراء منهم.
وعدم الرأفة بهم أو قبول الصلح منهم، وقد استمرت المقاطعة مدة ثلاث سنوات، وقد تحملت السيدة خديجة ذلك، وصبرت مع زوجها وساندته في ذلك، وعملت على تأمين الطعام للمسلمين المحاصرين في الشعب بمعاونة ابن أخيها حكيم بن حزام، إذ كان يُرسل الطعام إلى عمته ليلا، فالسيدة خديجه بنت خويلد رضى الله عنها، هي أم المؤمنين وأولى زوجات الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وهي أم أبنائه جميعا، ما عدا ابنه إبراهيم، وكان زواجها من النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، في الفترة الواقعة قبل البعثة، لتعتني به أشد الاعتناء، فقد كانت تجهز له مؤونته التي يحتاجها في خلوته عند اعتكافه.
وتعبده في غار حراء، وكانت رضي الله عنها أول من دخل الإسلام، والسيدة خديجة بنت خويلد رضى الله عنها، هى نصير رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت هذه السمة من أهم السمات التي تميِز شخص السيدة خديجة رضي الله عنها، تلك المرأة التي وهبت نفسها ومالها وكل ما ملكت لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ويكفي في ذلك أنها آمنت بالرسول صلى الله عليه وسلم، وآزرته ونصرته في أحلك اللحظات التي قلما تجد فيها نصيرا أو مؤازرا أو معينا، ثم هي رضي الله عنها، تنتقل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، من حياة الراحة والاستقرار إلى حياة الدعوة والكفاح والجهاد والحصار، فلم يزدها ذلك إلا حبا لمحمد صلى الله عليه وسلم، وحبا لدين محمد صلى الله عليه وسلم.
وتحديا وإصرارا على الوقوف بجانبه صلى الله عليه وسلم، والتفاني في تحقيق أهدافه صلى الله عليه وسلم، فلما خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، مع بني هاشم وبني عبد المطلب إلى شعاب مكة في عام المقاطعة لم تتردد رضي الله عنها في الخروج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، لتشاركه على كبر سنها، أعباء ما يحمل من أمر الرسالة الإلهية التي يحملها، فقد نأت بأثقال الشيخوخة بهمة عالية، وكأنها عادت إليها صباها، وأقامت في الشعاب ثلاث سنين وهي صابرة محتسبة للأجر عند الله تعالى، وكأن الله اختصها بشخصها لتكون سندا وعونا للرسول صلى الله عليه وسلم، في إبلاغ رسالة رب العالمين الخاتمة.
الدكروري يكتب عن أول من آمنت من النساء
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.