مقالات ووجهات نظر

الدكروري يكتب عن أول من آمن من العبيد

 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن أول من آمن من العبيد

لقد كان الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه كما ذكرت المصادر الإسلامية وكتب السيرة النبوية هو أول من آمن من العبيد، حيث كان يرعى غنما لعبد الله بن جدعان، فرآه النبى صلى الله عليه وسلم وهو معتزلا فى الغار مع أبي بكر رضى الله عنه، فناداه وطلب منه اللبن، فأخبره أنه ليس معه إلا شاة واحدة، فطلب منه أن يأتى بها فحلبها النبى صلى الله عليه وسلم وشرب حتى ارتوى، ثم سقى أبا بكر وبلال رضى الله عنهما منها، فكانت الشاة أنشط مما كانت عليه، فدعاه النبى صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، فأسلم، وبقى يأتى إلى نفس المكان لمدة ثلاثة أيام يتعلم الإسلام فمر أبو جهل بعبد الله بن جدعان وأخبرهم أن غنمهم أصبحت تنمو منذ ثلاثة أيام، وأن بلال يذهب لمرعى ابن أبي كبشة.

 

فمنعوا بلال من الذهاب إلى المكان، ودخل ذات يوم الكعبة، فالتفت فلم ير أحدا من قريش، فبصق على الأصنام وقال “خاب وخسر من عبدكن” فعلمت قريش بذلك، فهرب بلال إلى دار سيده عبد الله بن جدعان بعد أن طلبته قريش، فأخرجه عبد الله لهم، وأهداه لأبى جهل وأمية بن خلف ليفعلوا به ما يشاؤون، فإنها سيرة أخرى من سير الصحابة الكرام، وموقف آخر من مواقف التضحية والعزة والمجد وتفضيل الدين على الدنيا، ذلكم الصحابى الجليل الذى فاق بشديد سمرته الآفاق، وضربت لها فى الجنة الجبال الشهاق، ذلكم الصحابى الذي بلغ من الشرف فى الدين الأعناق، ذلكم الصحابى مثال التواضع تواضع فرفعه الله تعالى في الدين، ورفعه بالتواضع لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه اليه.

 

إلا ويحني رأسه ويغض طرفه ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل “إنما أنا حبشي كنت بالأمس عبدا” إنه بلال بن رباح مؤذن الاسلام، ومزعج الأصنام الحبشى إنه بلال بن رباح رضي الله عنه وارضاه من المبشرين بالجنة لم يمنعه سواد بشرته من نور اليقين فأصبح وجهه المنير يضيء نور الشمس فعاش فى بقاع مكة وصخورها الحارة التى نالت من جسده رضى الله عنه في سيرته المليئة بالعبر والاخبار والفوائد والفرائد الكبار فهو من الكبار رضى الله تعالى عنه وارضاه، والحقنا به مع سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والتابعين لهم بإحسان، فكان رضى الله عنه مملوكا، لأمية بن خلف الجمحي القرشى، فكان يجعل في عنقه حبلا ويدفعه إلى الصبيان يلعبون به وهو يقول أحد، أحد.

 

لم يشغله ما هو فيه عن توحيد الله، وكان أمية يخرج في وقت الظهيرة في الرمضاء وهى الرمل الشديد الحرارة، لو وضعت عليه قطعة من اللحم لنضجت ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول له لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى، فيقول أحد، أحد، فمر به أبو بكر الصديق يوما فقال يا أمية، أما تتقي الله في هذا المسكين، حتى متى تعذبه؟ قال أنت أفسدته، فأنقذه مما ترى فاشتراه منه وأعتقه، فأنزل الله فيه وفي أمية كما جاء فى سورة الليل ” فأنذرتكم نارا تلظى، لا يصلاها إلا الأشقى” أى بمعنى أن أميّة بن خلف ” الذى كذب وتولى، وسيجنبها الأتقى ” وهو أبو بكر الصديق رضى الله عنه ” الذى يؤتى ماله يتزكى، وما لأحد عنده من نعمة تجزى، إلا إبتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى ” وذلك بما يعطيه الله فى الأخرى جزاء أعماله.الدكروري يكتب عن أول من آمن من العبيد

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

لقد كان الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه كما ذكرت المصادر الإسلامية وكتب السيرة النبوية هو أول من آمن من العبيد، حيث كان يرعى غنما لعبد الله بن جدعان، فرآه النبى صلى الله عليه وسلم وهو معتزلا فى الغار مع أبي بكر رضى الله عنه، فناداه وطلب منه اللبن، فأخبره أنه ليس معه إلا شاة واحدة، فطلب منه أن يأتى بها فحلبها النبى صلى الله عليه وسلم وشرب حتى ارتوى، ثم سقى أبا بكر وبلال رضى الله عنهما منها، فكانت الشاة أنشط مما كانت عليه، فدعاه النبى صلى الله عليه وسلم إلى الإسلام، فأسلم، وبقى يأتى إلى نفس المكان لمدة ثلاثة أيام يتعلم الإسلام فمر أبو جهل بعبد الله بن جدعان وأخبرهم أن غنمهم أصبحت تنمو منذ ثلاثة أيام، وأن بلال يذهب لمرعى ابن أبي كبشة.

 

فمنعوا بلال من الذهاب إلى المكان، ودخل ذات يوم الكعبة، فالتفت فلم ير أحدا من قريش، فبصق على الأصنام وقال “خاب وخسر من عبدكن” فعلمت قريش بذلك، فهرب بلال إلى دار سيده عبد الله بن جدعان بعد أن طلبته قريش، فأخرجه عبد الله لهم، وأهداه لأبى جهل وأمية بن خلف ليفعلوا به ما يشاؤون، فإنها سيرة أخرى من سير الصحابة الكرام، وموقف آخر من مواقف التضحية والعزة والمجد وتفضيل الدين على الدنيا، ذلكم الصحابى الجليل الذى فاق بشديد سمرته الآفاق، وضربت لها فى الجنة الجبال الشهاق، ذلكم الصحابى الذي بلغ من الشرف فى الدين الأعناق، ذلكم الصحابى مثال التواضع تواضع فرفعه الله تعالى في الدين، ورفعه بالتواضع لم يكن يسمع كلمات المدح والثناء توجه اليه.

 

إلا ويحني رأسه ويغض طرفه ويقول وعبراته على وجنتيه تسيل “إنما أنا حبشي كنت بالأمس عبدا” إنه بلال بن رباح مؤذن الاسلام، ومزعج الأصنام الحبشى إنه بلال بن رباح رضي الله عنه وارضاه من المبشرين بالجنة لم يمنعه سواد بشرته من نور اليقين فأصبح وجهه المنير يضيء نور الشمس فعاش فى بقاع مكة وصخورها الحارة التى نالت من جسده رضى الله عنه في سيرته المليئة بالعبر والاخبار والفوائد والفرائد الكبار فهو من الكبار رضى الله تعالى عنه وارضاه، والحقنا به مع سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام والتابعين لهم بإحسان، فكان رضى الله عنه مملوكا، لأمية بن خلف الجمحي القرشى، فكان يجعل في عنقه حبلا ويدفعه إلى الصبيان يلعبون به وهو يقول أحد، أحد.

 

لم يشغله ما هو فيه عن توحيد الله، وكان أمية يخرج في وقت الظهيرة في الرمضاء وهى الرمل الشديد الحرارة، لو وضعت عليه قطعة من اللحم لنضجت ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ثم يقول له لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى، فيقول أحد، أحد، فمر به أبو بكر الصديق يوما فقال يا أمية، أما تتقي الله في هذا المسكين، حتى متى تعذبه؟ قال أنت أفسدته، فأنقذه مما ترى فاشتراه منه وأعتقه، فأنزل الله فيه وفي أمية كما جاء فى سورة الليل ” فأنذرتكم نارا تلظى، لا يصلاها إلا الأشقى” أى بمعنى أن أميّة بن خلف ” الذى كذب وتولى، وسيجنبها الأتقى ” وهو أبو بكر الصديق رضى الله عنه ” الذى يؤتى ماله يتزكى، وما لأحد عنده من نعمة تجزى، إلا إبتغاء وجه ربه الأعلى ولسوف يرضى ” وذلك بما يعطيه الله فى الأخرى جزاء أعماله.

 

 

الدكروري يكتب عن أول من آمن من العبيد


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة