مقالات ووجهات نظر

الدكروري يكتب عن إسلام حمزة بن عبد المطلب

الدكروري يكتب عن إسلام حمزة بن عبد المطلب
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الدكروري يكتب عن إسلام حمزة بن عبد المطلب

لقد ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة عن الصحابي الجليل حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه الكثير والكثير، فقيل أنه شهد وهو ابن اثنين وعشرين عاما حرب الفجار الثانية، بين قومه قريش وحلفائهم وبين قيس وحلفائها، وكان النصر لقريش، وكان تربا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصديقا له، لذا كانت بذور الإسلام موجودة في نفسه ولكن لم يعلن إسلامه إلا في السنة السادسة من البعثة إثر موقف غيرة وانتصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقد كان عائدا من الصيد ذات مرة وبلغه أن أبا جهل بن هشام المخزومي لقي النبي صلى الله عليه وسلم عند الكعبة فتعرض له بما يكره وسبّه سبا قبيحا وآذاه، فغضب وأقبل على أبي جهل بعد أن طاف بالبيت، وضربه على رأسه بقوسه فشجه شجة منكرة.

وقال أتشتمه وأنا على دينه، أقول ما يقول، فاردد علي إن استطعت ؟ ثم مضى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في دار الأرقم وأعلن إسلامه، ففرح به رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمون فرحا كبيرا، وعز جانبهم بإسلامه، ولما أسلم عمر بن الخطاب بعده بفترة وجيزة، خرج المسلمون من دار أبي الأرقم بقيادة حمزة وعمر الفاروق وهم يكبرون ويهللون جهارا نهارا، وفي السنة السابعة من البعثة شارك حمزة بن عبد المطلب قومه بني هاشم وبني المطلب الحصار الذي فرضته عليهم قريش في شعب أبي طالب وعانوا منه المشقة والعذاب، ولكنهم خرجوا منه في السنة العاشرة وهم أشد قوة وأكثر صلابة، وكان لإسلام حمزة بن عبد المطلب رضى الله عنه الأثر الشديد على قريش.

إذ ظهر أمر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وانتشرت رسالته بين الناس بشكل أكبر، مما كان سببا في عرض قادات قريش المنصب، والملك، والمال على النبي، فرفض، وتمسك بالدعوة إلى توحيد الله، ولما أمر النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم المسلمين بالهجرة إلى المدينة، هاجر حمزة مع من هاجر إليها قبيل هجرة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم بوقت قصير، ونزل فيها على سعد بن زرارة من بني النجار، وآخى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بينه وبين زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد مرور سبعة شهور على الهجرة النبوية عقد رسول الله صلى الله عليه وسلم أول لواء لحمزة بن عبد المطلب، وبعثه في ثلاثين رجلا من المهاجرين.

لاعتراض عير قريش القادمة من الشام إلى مكة المكرمة بقيادة أبي جهل بن هشام في ثلاثمائة رجل، ولم يحصل بين الطرفين قتال، إذ حجز بينهما مجدي بن عمرو الجهني، وكان حليفا للطرفين، وكان أول لواء عقده النبي صلى الله عليه وسلم، لحمزة بن عبد المطلب، إذ بعثه في سرية إلى سيف البحر من أرض جهينة، وقيل إن أول لواء عقده لعبيدة بن الحارث بن المطلب، وقال ابن إسحاق فكانت راية عبيدة بن الحارث، فيما بلغني أول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الإسلام لأحد من المسلمين، وكان حمزة رضي الله عنه شجاعا في الجاهلية، وزاده الإسلام شجاعة على ما به من شجاعة، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم هذه الخصلة في عمه رضي الله عنه.

 

الدكروري يكتب عن إسلام حمزة بن عبد المطلب


اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

مقالات ذات صلة