الدكروري يكتب عن الثقفيون في الخلافة الأموية
بقلم/ محمـــد الدكـــروري
لقد كانت هناك ثقة كبير بين خلفاء الدولة الأموية والثقفيون، وقد استأثر الثقفيون عامة بثقة بني أمية فأكثروا من توليتهم ولايات مختلفة من بينها اليمن، وأحدهم محمد بن يوسف الثقفي وهو أخو الحجاج وهو الذي استنابه عنه في اليمن وأبرز ما تذكره المصادر في زمن محمد بن يوسف هذا هو أنه هم بحرق المجذومين بصنعاء، إذ جمع حطبا عظيما لأجل ذلك، ولكن منيته عاجلته قبل تنفيذ الحرق، ولنا أن نعلم أنه كانت مهمة هؤلاء الولاة هى أنها كانت الحفاظ على مخاليفهم من جهة الأمن والاستقرار وفض الخصومات والولاء للخلافة وتقديم الزكاة والأعشار وسائر المدفوعات الأخرى، وكان ذلك لترسل إلى عاصمة الخلافة بعد الصرف منها على شؤون الولايات.
وبهذا الصدد تذكر المصادر أن بحيرا بن ريشان الحميري وهو من القلائل من أهل اليمن الذين تولوها من قبل يزيد بن معاوية، وقد كان ذلك قبل ولاية اليمن على مال يؤديه للخلافة كل عام ولعله أساء السيرة في أهل اليمن لجمع الأموال لنفسه والخلافة حتى يستحق وصف المصادر له بأنه كان عاتيا متجبرا، ثم إن اليمن في خلافة ابن الزبير، خرجت من حظيرة الدولة الأموية، واستطاع ابن الزبير أن يرسل إليها الولاة من قبله، وهم الذين سرعان ما كان يتم استبدالهم أيضا حتى أن فترة بعضهم لم تتجاوز الشهور، ولذلك تميزت اليمن بالاضطراب فى زمن خلافة ابن الزبير، وربما كانت أبرز الأحداث في فترة الخلافة الأموية وتداخلها مع خلافة ابن الزبير المغمورة الذكر في المصادر التاريخيه.
وهي خروج عباد الرعيني ضد الوالي يوسف بن عمر الثقفي ولكن يوسف الثقفى، قتله هو وأعوانه في عام مائه وسبعه من الهجره، أما في أواخر الدولة الأموية فقد غلب الخوارج على اليمن وهم الذين كانوا في حرب متواصلة ضد الدولة الأموية، وكان زعيمهم عبد الله بن يحيى الحضرمي الملقب بطالب الحق والذي ثار بحضرموت، وتمكن بمن معه من رجال من دخول صنعاء وإلقاء الخطب الدينية المؤثرة فيها واستمر زحف الخوارج شمالا باتجاه مكة فسقطت بأيديهم ووليها أبو حمزة الخارجي نائب عبد الله بن يحيى الحضرمي ثم استولى بعد ذلك على المدينة وبعدها شخصت أبصار خوارج اليمن نحو الشام فساروا باتجاهها إلا الخليفه مروان بن محمد، وهو آخر خلفاء بني أمية.
وقد أعد لهم جيشا خاصا قابلهم بوادي القرى وأخذ يلحق بهم الهزائم ويطاردهم حتى وصل إلى حضرموت، وهى منطلقهم الأول حيث كان آخر نفس لهم، إلا أن عبد الملك السعدي قائد قوات مروان بن محمد قتل في الجوف في طريقه إلى مكة لرئاسة موسم الحج، ثم عين مروان بن محمد واليا جديدا على اليمن هو الوليد بن عروة، وكان هذا آخر ولاة بني أمية فقد تسارعت الأحداث على الخلافة الأموية وآخر خلفائها، وبدأت الجيوش العباسية زحفها من خراسان في العام مائه وتسعه وعشرين من الهجره، لتصل إلى الكوفة في العراق عام مائه واثنين وثلاثين من الهجره، حيث أعلنت خلافة بني العباس وهزم مروان بن محمد في موقعة الزاب الشهيرة وطورد هو بعدئذ ليلقى مصرعه في بوصير بصعيد مصر قرب إحدى الكنائس، ثم يبدأ عهد الخلافة العباسية.
الدكروري يكتب عن الثقفيون في الخلافة الأموية
اكتشاف المزيد من جريدة المساء العربي
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.